ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: بانتظار أن تحسم لغة شد الحبال أمرها، تنبت على ضفتي المشهد السياسي الدولي الكثير من الطحالب، وترافقها في أغلب الأحيان عوارض سياسية تضفي المزيد من التشتت في قراءة الاتجاه الذي ستذهب إليه في نهاية المطاف.
إذ لا يمكن أن تكون المصادفة وحدها وراء هذا الازدحام في مواعيد المناورات الغربية في المنطقة، من الأميركية العربية إلى الأطلسية الخليجية وصولاً إلى الإسرائيلية، ولا من العبث أن ترتفع معها وتيرة القرع على طبول الحرب والتلويح بالعدوان، مع تصعيد في التحريض السياسي والعسكري على الجبهات الممتدة من عواصم المشيخات إلى الغرب الأوروبي، مروراً بعواصم الجوار العربي منه والإقليمي.
بالتوازي معها تتزاحم مواعيد اللقاءات والاتصالات الروسية الأميركية، وتستجد على اللائحة السياسية لقاءات واتصالات لم تكن مدرجة، ويضطر الأميركي إلى تعديل الكثير من جدول أعماله السياسي، فيما تستنفر أدواته في المنطقة تحت رعاية إسرائيلية مباشرة، لم تعد تجد فيها حرجاً ولا دليلاً على المسارب التي تأخذها إليها، وسط أمواج المتغيرات على الأرض، والتي تتسابق لتسجل حضورها في المشهد السياسي.
يبدو أن الزمن عند تلك الأدوات قد توقف أو لا يزال يعمل على روزنامة أمر العمليات الأميركي القديم، لأن النسخة الجديدة منه لم تصلها بعد، بانتظار أن تستقر إدارة أوباما على بر، وريثما تنتهي من إعادة جردة حساباتها السياسية على ضوء المتغيرات الحاصلة، بعد أن استنفدت ما تبقى من أوراق لم تحترق بعد.
ما هو مؤكد أن استقرار الموقف الاميركي المنتظر لا يبدو قريباً، والغرق الأعرابي سيتواصل دون توقف، ولا يبدو أنه مؤقت أو مرحلي، فيما عاصمة العثمانية الجديدة تستنجد الخلاص من عدوى خلافات مرتزقتها المزمنة وهي التي ما فتئت تعيد تبويبها على نسق الحسابات القديمة.
كل ما تموج به المنطقة والعالم لا تراه تلك الأدوات إلا بالعين الإسرائيلية، ولا تقرؤه إلا بمجهر الإرهاب.. مهمتها أن تكون طرفاً في قرع الطبول، وأن تسخر إمكاناتها وطاقاتها لتمويل الإرهاب العالمي، فتغرق في تورطها، وتغرق معها المنطقة، وما يتكشف من أوجه إرهاب جديد في شكله ومضمونه يؤشر إلى مرحلة خطيرة لا تخفى على أحد.
فهي لم تتعلم من دروس الماضي ولم تضف إلى مداركها من تجارب التاريخ، وهي الطارئة عليه والمتطفلة على صفحاته.. الحاضرة منها والماضية، ولا تريد أن تتعلم إلا كيف يرضى السيد الأميركي، وعلى ماذا يوافق الآمر الإسرائيلي.
فالمناورات العسكرية المتعددة الاشكال والنماذج القائمة في كنف المشيخات وبحضرة العروش حولت الأرض العربية ومياهها إلى مرتع لها، حيث يتجول الإرهاب في أصقاعها وتضيف إليه ما يتكشف من أن اختطاف جنود الأمم المتحدة كان بتخطيط وتوجيه وتعليمات قطرية، قد لا يتجرأ كي مون على التعليق عليها، ولا يستطيع تجاهلها.
الفارق أن رسم المعادلات لم يعد على توقيت داعمي الإرهاب، وحيز المناورات السياسية يضيق ولم يعد يسمح بأي دور لطحالب استطالت خلسة حتى لو كانت على شكل مشيخات أو بلبوس دويلات وممالك، حيث رياح الحسابات لا تجاري أهواءهم ولا معادلات تورمهم، ويدرك سادتهم أن زلة قدم واحدة تكفي لكي تتدحرج الكرة فتفضح ما خفي في دعم الإرهاب، وحينها لا جدوى من التلويح بالعدوان، ولا فائدة في التلميح السياسي، ولا مناص من مواجهة الحقيقة التي لا تنفع معها المناورة السياسية ولا العسكرية.
a.ka667@yahoo.com