كيف يمكن للأطباء أن يقللوا من عدد وفيات كورونا؟

ليس واضحاً حتى الآن ما هو معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا Covid-19، على الرغم من أن أفضل تقدير الآن يبلغ حوالي 1 في المئة، ما يعني أنه أكثر فتكًا بعشر مرات من الأنفلونزا الموسمية.
وتشير الدراسات الهامة التي تجري في الصين إلى أنه سبب الوفاة بفيروس Covid-19 بالنسبة للعديد من المرضى قد يكون ضعف جهاز المناعة لديهم، وليس الفيروس نفسه، وتُعْرَفُ هذه الظاهرة في الحالات المُتَطورة للإصابة باسم عاصفة السيتوكين (وهو رد فعلٍ مناعيٍّ مفرط يؤدي إلى قيام الخلايا المناعية باعتداءٍ شرس على الرئتين)، وهو ما يسمى طبياً بمتلازمة إفراز السيتوكين بمعنى أنها تقوم بتدمير الاستجابة المناعية لأنسجة الرئة السليمة بشكل كبير، ما يؤدي إلى ضيق حاد في التنفس وفشل عمل أعضاء أخرى في الجسم.
وفي دراسات أخرى أجريت على مرضى تم تطوير متلازمة العاصفة السيتوكينية لديهم بعد إعطائهم المحفزات الفيروسية فظهرت لديهم عيوب مناعية وراثية غير واضحة ودقيقة أدت إلى استجابة مناعية غير منضبطة لديهم.
وعلى مدى العقدين الماضيين، تم معرفة الكثير عن تشخيص وعلاج متلازمات العواصف السيتوكينية. أما بالنسبة لـ Covid-19، فمن المهم أن يدرك الأطباء المتخصصون ماهية هذه المتلازمة وأن يكونوا على استعداد لتحديدها وبالتالي علاجها.
ويمكن أن تساعد هذه التحضيرات على تقليل عدد الوفيات التي يسببها Covid-19 بشكل كبير، عن طريق علاج عواصف السيتوكين التي تسببها أمراض أخرى، مثل الالتهابات الفيروسية وأمراض المناعة الذاتية، وهذا سيؤدي حتماً إلى تخفيض معدلات الوفيات بين المرضى الذين يعانون من العاصفة السيتوكينية إلى 27 في المئة. ولكن حتى تتوفر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد Covid-19 والتي يمكن أن تستغرق حوالي عام أو أكثر من الآن، فمن المحتمل أن يصاب ملايين الأشخاص حول العالم بالعدوى.
ومع ذلك، يمكن أن تتحول الحالات التي تبدو خفيفة من Covid-19 إلى حالات أكثر خطورة تشمل الجزء السفلي من الرئتين وعندها سيضطر حوالي 20 بالمئة من الأفراد المصابين بفيروس كورونا وتظهر عليهم هذه الأعراض الى دخول المستشفى، حيث يحتاج 5 بالمئة منهم بشكل عام إلى رعاية مكثفة. على الرغم من أن الأفراد المسنين أو الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة هم أكثر عرضة لخطر الوفاة، إلا أن المصابين الأصغر سناً والذين كانوا أصحاء ولا يشتكون من أي مرض، يمكن أن يستسلموا بسهولة لـ Covid-19.
تعرف متلازمات العاصفة السيتوكينية بالعديد من الأسماء، لكنها تشترك في علم أمراض الاستجابة المناعية النشطة بشكل مفرط والتي تؤدي إلى متلازمة الخلل الوظيفي متعددة الأعضاء المميتة (MODS).
لا تزال العوامل الخطرة وراء إصابة بعض الأفراد الأصحاء بمرض مميت غير معروفة، ولكن استنتجت الدراسات أنه من المحتمل وجود عوامل أهمها الطفرات الجينية التي تعرض الأفراد للخطر بشكل كبير، وحتى يتم معرفة عوامل الخطر، سيحتاج المجتمع الطبي إلى علاج مرضى Covid-19 استناداً فقط إلى شدة مرضهم.

كيفية فحص متلازمة
العاصفة السيتوكينية عند المرضى؟؟
بينما يتم اكتشاف علاجات جديدة مضادة للفيروسات والتي يعاد استخدامها من أجل علاج Covid-19، يحتاج الأفراد المصابون بمتلازمة العاصفة السيتوكينية أيضاً إلى علاج الاستجابة المناعية المفرطة النشاط لديهم. وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون الاستجابة المناعية المفرطة مميتة. ويجب على جميع مرضى Covid-19 الذين تتم معالجتهم في المستشفى إجراء اختبار دم فيريتين وهو فحص سريع ومتاح بسهولة. في الواقع، فقد تم مؤخراً الإبلاغ عن ارتفاع في قيم الفيريتين في الدم عند المرضى الصينيين بـ Covid-19 في المستشفى. وتعتبر هذه أداة فحص أولية جيدة لإمكانية حدوث متلازمة عاصفة السيتوكين للمرضى الذين يعانون من الحمى الشديدة.
لكن يبقى السؤال حول أفضل طريقة لعلاج متلازمة العاصفة السيتوكينية بمجرد تحديدها، وهنا تكون مهمة الطبيب المعالج صعبة للغاية، فمثلاً يمكن أن تكون الكورتيكوستيرويدات عوامل مثبطة للمناعة بشكل كبير، وهي غير مكلفة ومتاحة بسهولة في جميع أنحاء العالم. وهنا تكمن الخطورة للطبيب الذي ينبغي عليه أن يعالج فرداً مصاباً بمرض مناعي شديد ومنتشر في معظم بلدان العالم.
لكن هناك بالفعل أدوية لعلاج متلازمة عاصفة السيتوكين التي تسببها الفيروسات، فمع تطور العلاجات البيولوجية لمجموعة متنوعة من الحالات الروماتيزمية والأورام وغيرها، أصبحت الأساليب الحديثة لعلاج الاستجابة المناعية متاحة الآن. ففي الآونة الأخيرة، أثبتت عدة أساليب لمكافحة السيتوكين فعاليتها في علاج مجموعة متنوعة من متلازمات العاصفة السيتوكينية، وبالتالي ستعالج بشكل فعال المرضى المصابين بـ Covid-19، وهذا أعطى مؤخراً نتائج ناجحة في الصين لبعض المصابين.
ينبغي أثناء العمل على منع تفشي عدوى الفيروسات التاجية القاتلة في المستقبل من خلال تطوير اللقاح واكتشاف أدوية جديدة مضادة للفيروسات الجديدة، استخدام جميع الأساليب المتاحة لعلاج مرضى covid-19 الأكثر عرضة لخطر الموت، ولكي يتم ذلك، يجب أن يكون المجتمع الطبي على دراية باحتمال الإصابة أولاً، ثم يقوم بالتشخيص، ومن ثم معالجة الأفراد المصابين باستجابات مناعية مفرطة النشاط والتي تكون خطرة، هذا إن لم تكن مميتة في النهاية.
ويمكن لهذا بالطبع أن يساعد في إنقاذ حياة أولئك المرضى المعرضين لخطر الإصابة بـ Covid-19 الناجمة عن العاصفة السيتوكينية.
بقلم راندي كرون

ترجمة: ميساء وسوف
التاريخ: الجمعة 20-3-2020
الرقم: 17221

آخر الأخبار
هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية  تعزيز مهارات الفرق الطبية في حمص "اقتصاد سوريا الأزرق" ..  مقدرات وفرص خام تقدم نفسها وتفرض التحول في الذهنية  النباتات البحرية "الطحالب".. ثروة منسية واقتصاد خارج الاستثمار