إجراءات دونكيشوتية في مواجهة الكورونا

ثورة أون لاين – ابتسام ضاهر:

رغم كل التدابير والنصائح الطبية والإجراءات الإحترازية للوقاية من فيروس الكورونا الذي أصبح بمثابة عدو غير مرئي يهدد حياة الإنسان في القرن الحادي والعشرين .مازال هناك حالة إنكار لدى الكثيرين لمدى خطورة هذا المرض ومازالوا يتعاملون معه بطريقة بطل رواية رائعة الأديب الإسباني سيرفانتس “دون كيشوت المانشي” فكل يفصل بطولاته في التعامل مع الوباء على مقاس سيفه الخشبي ،ويحارب طواحين هواء الوباء وينقض عليها ويوسعها قتلا” وضربا” بطريقته الوهمية التي تدير ظهرها لنصائح منظمة الصحة العالمية،ويقترح بدائل عنها للتعامل مع الفيروس.
فعلى هؤلاء الدونكيشيتيون أن يستفيقوا من بطولاتهم الوهمية والإستهتاروالتحليلات والشائعات ،فالأخطر من الفيروس هي الشائعات التي تتمحور حول الفيروس والتحليلات غير المنطقية له وربطها بأمور لاأساس لها من الصحة.فقد انتشرت خلال هذه الفترة أفكار عدة ومعلومات مغلوطة بشأن هذا الوباء،فهناك من تفتق ذهنه إلى التأكيد على تناول مشروبات وأطعمة محددة كأكل الثوم وشرب اليانسون وغيرها كعلاج وشفاء كاف للقضاء على هذا الوباء ،وأصبح الجميع أطباء وإختصاصيين من مدرسة ابن سينا ،وكل يدلي بدلوه في الإختصاص الطبي ، والبعض حزم علاجه بتبخير البيوت لطرد الفيروس ، وهناك من يعتقد أن الدين علاج حتى للأمراض المعدية ،والبعض تحدى المرض بزيارة الأماكن المقدسة لأنها تحمي الناس وتحصنهم من العدوى في تحد خطير لكل الإجراءات الوقائية المقترحة من وزارة الصحة.
وكوننا مجتمعا” يبجل الترابط العائلي والعلاقات الإجتماعية ويواظب على إحياء المناسبات العائلية بشكل دائم ،ويعبر عن الإحترام والود بتبادل القبل والإحتضان والمصافحة،توجب علينا في هذه الفترة الإنخراط في تدابير الفصل الإجتماعي وأخذ الحيطة والحذر للمحافظة على أحبائنا،فالمحبة في القلوب عميقة وليست بالإحتضان والتقبيل ونقل الأمراض .فتشير دراسات علمية أن القبلة يمكن أن تنقل 7 أمراض على الأقل ويتضاعف خطر الإصابة بالعدوى عند تقبيل الأطفال.
كما تكمن خطورة الأمر في بعض العقول التي تحب اختلاق القصص وفبركتها .كورونا كغيره من الأمراض التي يجب علينا أخذ الإحتياطات اللازمة للتصدي له والتي من شأنها الحفاظ على السلامة العامة حتى تتلاشى أي إصابة بيننا ويكون ذلك بتقصي الحقائق من الجهات الرسمية المعتمدة وليس عبر وسائل التواصل وتعليقات المستخدمين .واتباع إجراءات وقائية في النظافة العامة ،أهمها المواظبة على غسل اليدين ،فالدور الأساسي في انتقال العدوى تلعبه اليدين.حتى استخدام الكمامات ذات المرشحات الدقيقة/الفلاتر/لاتقدم الحماية الكافية في حال عدم مراعاة قواعد غسل اليدين ،لأن أعيننا وأفواهنا هي المنافذ التي تدخل منها البكتيريا والفيروسات إلى أجسامنا. بالإضافة إلى ترك مسافة بيننا وبين الآخريين عند التحدث إليهم.
فعلينا الإلتزام قبل فوات الآوان بالإجراءات الجدية للحجر الطوعي والتحلي بدرجة عالية من الوعي والمسؤولية لئلا يتم فرض الحجر الإلزامي وتسير بنا عجلة الحياة في مسار جديد لم نتوقعه.

آخر الأخبار
إغلاق بعض المخابز الخاصة  في طرطوس لمخالفاتها   الشيباني يتسلم نسختين من أوراق اعتماد سفيري موريتانيا والجزائر لدى سوريا الدبلوماسية السورية تنظف بيتها الداخلي      انطلاقة صندوق التنمية السوري.. محطة وطنية لرسم مستقبل جديد  الجيش يتصدى لمحاولة تسلل مجموعة من “قسد” إلى نقاط بـ"تل ماعز" ويوقع أفرادها بكمين محكم تعزيز التعاون الزراعي مع أبخازيا حين تُصبح الوطنية تهمة.. البلعوس مثالاً المعرض مساحة اختبار.. والزوار شركاء في صناعة النجاح الطلاق النفسي في البيوت السورية.. أزمة خفية بصوت عالٍ تجهيزات متطورة وكادر متخصص..افتتاح قسم الحروق في مستشفى الرازي بحلب الاختفاء القسري في سوريا.. جرحٌ مفتوح يهدد أي سلام مستقبلي لا دورة تكميلية هذا العام..وزارة التربية تحسم الجدل.. والطلاب بين القبول والاعتراض الصناعة السورية تتحدى الصعوبات.. والمعرض يفتح آفاقاً للتصدير ازدحام خانق إلى أبواب معرض دمشق الدولي.. التدفق الجماهيري يصطدم بعقدة التنظيم بمبادرة خيرية.. افتتاح مركز الفيض الصحي في جبلة أردوغان: نعزز تعاوننا مع سوريا بشتى المجالات تحيز (بي بي سي) تجاه غزة ينتهك واجبها الصحفي "سوريا تستقبل العالم".. إشارة رمزية للانفتاح والاستقرار من الانقطاع إلى الانطلاق.. صناعاتنا الغذائية في معرض دمشق الدولي من الأردن.. مشاركات تتميز بشمولها واختصاصات نوعية في "دمشق الدولي"