الثورة-بسام زيود:
رغم الإعلان المتكرر عن استمرار أسواق الخضر والفواكه والصيدليات والمطاحن والأفران والمخابز بمواصلة عملها بما يلبي متطلبات واحتياجات المواطنين اليومية وبطريقة وآلية جديدة تمنع التجمعات والازدحام، إلا أن ذلك لم يفلح بالتخفيف من وطأة الازدحام .
فيروس كورونا ألهب حمى الأسعار المتصاعدة وتسبب بازدحام شديد وغير مبرر، ولكنه أظهر الوجه الأخر للكثير من ضعاف النفوس وتجار الأزمات، كما شهدت متاجر المواد الغذائية والاستهلاكية وحتى الصيدليات ومواد التنظيف والتعقيم والكمامات والكحول والجل المطهر ازدحاما غير مسبوق، ما أدى إلى فقدان مادة الكحول ومواد التعقيم من أغلب الصيدليات، وامتد لهيب الأسعار الى سوق الخضر والفواكه وكذلك الدواجن والبيض. واللافت أن معظم السلع تضاعف سعرها وذلك من دون رقيب أو حسيب حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 800 ليرة وصحن البيض إلى أكثر من 1900 ليرة.
صحيح أن سلوك البعض والتهافت المتزايد على شراء وتخزين المواد والأغذية ومنطق العرض والطلب وكذلك الشائعات عن إغلاق الأسواق فاقم الموضوع، ولكن بالمقابل هناك من استغل الحاجة الملحة للمواطنين لمواجهة كورونا فألهبوا أسعار المواد ومارسوا لعبة الاحتكار و تخزين كميات كبيرة بهدف تصريفها لاحقاً بأسعار مرتفعة وبهدف افتعال أزمة، لذلك يجب التصدي لأمثال هؤلاء التجار وكشف أسمائهم وفضح أساليبهم وحيلهم ومواجهتهم وتعريتهم .
الأزمات هي محك الشعوب.. والخطر الذي يمثله هذا الفيروس وسرعة انتشاره وتخطيه للحدود ولأي ظروف وأوضاع اقتصادية أو اجتماعية يتطلب تعاون الجميع، ولا يمكن حصر مسؤولية التصدي له والعمل على احتوائه، في الجهود التي تقوم بها الوزارات والمؤسسات المختلفة التابعة للدولة، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر والقضاء عليه.
مستوى الوعي المجتمعي له دور كبير بإنجاح الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة، فالالتزام الدقيق والصارم بالتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة، والتقيد بهذه التعليمات سواء بالمنزل أو أماكن العمل، والاقتصار على شراء ما يلزمنا فقط، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تنتشر بسرعة خلال الأزمات والتي عادة ما تجد لها المناخ المناسب في مثل هذه الأجواء والظروف.