أنا متوحد.. ولــــست متخلفــــاً عقليــــاً

بشرى سليمان- ثورة أون لاين:
يحلم أي زوجين أرادا أن يكونا أسرة, بأن يرزقهما الله بمولودٍ صحيح العقل والجسد، ولكن قد تحدث المفاجأة ويجد الأبوان نفسيهما أمام طفلٍ غريب الأطوار مختلفٍ عن بقية الأطفال فيصابان بإحباطٍ كبيرٍ لاعتقادهما بأنه متخلف عقلياً، ثم تبدأ رحلة العلاج الطويلة والشاقة.
– هذا ما حدث مع السيدة إيمان بعد عشرة أشهر من ولادتها، إذ لاحظت أن طفلها ليس طبيعياً كباقي الأطفال، ومع مرور الوقت بدأت تظهر عليه حركات عصبية ورفرفة باليدين وهو في عمر عامين ونصف، فوقعت في دوامةٍ كبيرةٍ من الشائعات والتحاليل واختيارات السمع والنظر،إلى أن تم تشخيص حالة طفلها بالتوحد وهو في سن ثلاث سنوات.
كانت صدمة كبرى لها ولعائلتها ومحيطها لجهلها بهذا المرض وعدم خبرتها بالتعامل مع طفلها ومدى تقبل محيطها لهذا الطفل.ما يجعل الأسئلة تأخذ مساحتها بالتأويل والقيل والقال من قبل هذا الشخص وذاك.
أما من وجهة نظر العلم فأن يكون طفلك متوحداً لايعني أن لديه تخلفاً عقلياً، فقد نلحظ اختلافات تمكننا من التمييز بين الطفل المصاب بالتوحد والطفل المتخلف عقليا وهذا ما أوضحته لنا الدكتورة فريال سليمان (اختصاصية علم نفس النمو) بأن الدراسات العالمية أظهرت أن مرض التوحد هو: اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وهو وراثي جيني إلى حد كبير وأن جزءاً صغيراً من الحالات يرجع إلى عوامل بيئية.
– فالطفل الذي يعاني من اضطراب التوحد لديه مجموعة من الأعراض يمكن أن تتراوح بين خفيفة إلى شديدة, تبدأ بالظهور بين ستة أشهر وثلاث سنوات، تتمثل بسلوكيات متكررة خفيفة أو شديدة مثل:خفقان اليد أو هز الجسد أو التحديق بالضوء كما أنه يواجه درجات مختلفة من الصعوبة في التواصل مع الآخرين أو التعبير عن مشاعره أو فهم مشاعر الآخرين, ولكن الجيد في الأمر أنه يمكن أن يكون لديه مهارات أو قدرات خاصة في أحد المجالات كالرسم أو الموسيقا أو الحساب, وهنا لايسعنا سوى ذكرحالة الطفل عبد الرحمن الأسعد من مدينة حمص الذي يملك قدرات استثنائية وذاكرة بصرية تمكنه من حفظ الشكل المعماري للأبنية ورسمها على الورق بدقة متناهية، إضافة إلى قدرات أخرى في اللغات والالكترونيات وقد شخص الاختصاصيون حالته بأنها طيف توحد عالي الأداء أو مايسمى متلازمة اسبرجر.
– أما التخلف العقلي فهو حالة غير سوية من النمو العقلي يقل فيها ذكاء الطفل عن المتوسط ويتميز الطفل المتخلف عقلياً عن المتوحد بأعراض يلحظها المحيطون به تتمثل حسب مستوى الإعاقة,كالتأخر في الجلوس أو المشي ومشاكل في تعلم النطق والكلام وصعوبة التعلم وصعوبة تفاعل مع الآخرين وأحياناً سلبية وعدوانية.
– تشخيص التوحد أهم صعوبة تواجه الأسرة وذلك بسبب صعوبة التشخيص وتشابه الأعراض مع أعراض اضطرابات أخرى, فضلاً عن نقص الكوادر المؤهلة، وتشير التقديرات العالمية إلى أن طفلاً واحداً من بين كل 160 طفلاً يصاب باضطراب التوحد كما أن نسبته عند الذكور تفوق الإناث.
– يقوم طبيب الأطفال المعالج بإجراء فحوصات منتظمة للنمو والتطور بهدف الكشف عن تأخر في النمو لدى الطفل, وفي حال ظهرت أعراض التوحد على الطفل يمكن التوجه إلى طبيب اختصاصي في علاج التوحد ليجري تقييماً دقيقاً للاضطراب بالتعاون مع مختصين آخرين.
– هنا يأتي دور الوالدين وهو دور أساسي يتمثل بتوفير الدعم اللازم لطفلهما بتوفير الرعاية الصحية اللازمة وتأمين بيئة راعية ومحفزة لنموه.
وفيما يخص العلاج، فلا يوجد علاج محدد لمرض التوحد، فالعلاجات الأكثر فعالية تتمثل بالتدخلات السلوكية المبكرة والمكثفة التي تعمل على تطوير مهارات هؤلاء الأطفال.
ولمساعدة الطفل المتوحد وعائلته من وجهة نظرها لفتت سليمان لأهمية استخدام تطبيقات الحاسوب لإيجاد منصة ألعاب تعليمية مجانية عالية الجودة وفعّالة تتيح التعليم في المنزل على أجهزة الكمبيوتر و الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، تتضمن ألعاباً تعليمية خالية من الإعلانات تم تصميمها لتناسب الاحتياجات العقلية للطفل كما أنها تقدم تقارير عن تقدم الطفل وتتيح تغيير إعدادات الصعوبة في تلك البرامج التعليمية.
وبالتالي من الضروري ألا تستهين أي أم بقدرات طفلها المصاب بالتوحد رغم المهمات الصعبة جداً في البداية، بل يجب تعليم الطفل ان لديه قدرات كبيرة يجب معرفتها جيداً, ومحاولة تنميتها وبهذا سيكون الطفل متعايشاً متفاعلاً مع مجتمعه.

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات