سعاد زاهر- ثورة أون لاين:
الصالة: جميع مدن العالم وقراه…الجمهور: لا يوجد..الكل مشغول بنفسه وبمن حوله.. هذا خارجياً…
ذا بدأنا الدخول إلى البنية الداخلية للعرض المسرحي، فإن النص له تفرعات لا نهائية، التيمة الأساسية له (فيروس الكورونا) اشتهر أكثر من أي شيء على وجه الأرض.
البطولة لكل البشر على سطح هذا الكوكب، الدور الرئيسي للطواقم الطبية، مع أن الفيروس يتحايل عليهم، حتى الآن بقدرته وتحولاته، إلا أنهم يفعلون المعجزات لإنقاذ بشر أنهك أجسادهم فيروس لعين.
أدوار الكومبارس اختفت، فالفيروس عادل ولا يقبل بتمييز عرقي أو طائفي أو سياسي.
ينتمي العمل للمسرح العبثي، ولكن أي كاتب قرأنا مسرحياته أو شاهدناها عروضاً لم يصل خياله إلى جزء بالمليار مما نعيشه اليوم..كامو، سارتر.. يونسكو…بيكيت …ربما لو أنهم بيننا الآن لأصابهم الهلع، من فقر خيالهم.
الإكسسوار يطغى عليها اللونان الأزرق والأبيض.. وروائح التعقيم تملأ الكون كله… ونعاني نقص وسائل الوقاية.
الفضاء السينوغرافي…متبدل بتغير المدن والأمكنة التي يداهمها الفيروس بشراسة، ولكنها في نهاية الأمر متشابهة في المعطى والناتج الكلي، مجرد بيوت سواء أكانت فخمة أم بسيطة، كذلك الشوارع مهما كان طولها..عرضها…زينتها…كلها تفصيلات لم تعد مهمة… فالتوابيت الجماعية تمشي عبرها أياً كان نوعها…الوداع عن بعد، التصفيق لفريق الأطباء…الغناء على الشرفات، الفلاشات الضوئية الليلية.
المدن الحزينة الفارغة، اشتاقت لرؤية يجتاحهم رعب الكون وهلعه، ولا شيء قادر على بث الاطمئنان في قلوبهم…حتى اليوم يصرخون (لا علاج).
ربما التنميط الوحيد هنا يطول الأحاسيس، الانفعالات إثر مراحل التعبيد بانتظار ماذا سيحل بنا، ردود الفعل ذاتها، قلق وخوف وحزن ورعب… ومحاولة لشد الهمم وشحن النفوس، والاستجابة فردية.
حالياً… الستارة لن تسدل، العرض متابع إلى مواسم لا ندري لها أجلاً… من سيعيش؟ من ..سيبقى؟ كاتب النص لم ينه أفكاره.. تركها منثورة هباء في وجه فيروس لعين تختبر معه كل مناعتك تلك التي اكتسبتها أو تحاول اكتسابها، بينما كل ما حولك يشدك إلى قاع مرير..و من البعيد صوت قوي..على موسيقا نسمعها للمرة الأولى، يهتف بلا مبالاة… بإمكاننا النجاة.
لتصلكم صورنا وأخبارنا بسرعة وسهولة انضموا لقناتنا على تيليغرام
https://t.me/thawraonlin