المرأة الريفية .. رحلة كفاح لا تنتهي لمواجهة الظروف الصعبة

ثورة أون لاين- فردوس دياب :    

المرأة السورية، حكاية كفاح لا تنتهي من أجل تأمين لقمة العيش ومواجهة أعباء ومتطلبات الحياة في ظل هذه الظروف العصيبة التي ألمت بهذا الشهب العظيم جراء العقوبات والحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول الحرب والعدوان، وهي جزء لا يتجزأ من حكاية وطن لا يزال يقاوم ويواجه وحوش الإرهاب والقتل والتدمير.
المرأة الريفية حكاية لا تنتهي من النضال والتضحية والصمود، بعد أن أخذت على عاتقها عدم الرضوخ والاستسلام لواقع الحرب وآثاره، فكانت المعيل والسند وأم الشهيد وزوجته وابنته واخته، لم تنتظر مساعدة ومعونة من أحد، بل قررت أن تدخل معترك العمل برغم مشقاته التي تزيد من معاناتها وشقائها ووجعها.
(الثورة) سلطت الضوء على أحد جوانب كفاح المرأة الريفية في مواجهة الظروف الصعبة وتأمين لقمة العيش لأسرتها وعائلتها، في محاولة للفت الانتباه على معاناة هذه الشريحة من النساء لمساعدتهن ودعمهن ضمن سياق الدعم الحكومي الذي تقدمه الدولة لدعم النساء الريفيات بما يساهم بدعم اقتصاد الوطن ودفع عجلة الإنتاج تحت عنوان اقتصاد الظل الذي يصب في نهاية المطاف في دعم اقتصاد الوطن.
فواكه مجففة ..
السيدة فوزية السليم (أم اياد) التي تبلغ من العمر 54 عاماً قالت: إن زوجها عاجز ولديها ثلاثة شباب اثنين منهما يخدمان في الجيش العربي السوري والثالث فهو في المدرسة، وهذه الحالة الصعبة زادت من عزيمتها ولم تثنها عن الكفاح من أجل لقمة العيش ومواجهة الظروف الصعبة التي ضاعفت منها آثار الحرب التي تشنها دول العدوان على الشعب السوري، وذلك من خلال قيامها بمشروع صغير وهي تجفيف بعض فواكه الصيف وبيعها في الشتاء كالتين المجفف والمشمش والزبيب.
بدورها قالت السيدة سعاد حسين ( أم إسماعيل) والتي تبلغ من العمر 60 عاماً والأم لسبعة أبناء أربعة منهم يخدمون في الجيش العربي السوري وجميعهم متزوجون ولديهم عائلات : إن أعباء الحياة صعبة والمصاريف كثيرة وكبيرة، وهذا ما دفعها الى صناعة مربى البندورة وتخزين وتجفيف بعض الفواكه والخضار وبيعها في الأسواق أو الى المحلات كالتين والزبيب والثوم والبصل.
الالبان والاجبان ..
من جهتها قالت السيدة أم محمد من ريف دمشق بلدة سعسع (54 عاماً) : إن زوجها توفي منذ أربعة سنوات وترك لها أربعة أولاد وهو الامر الذي دفعها الى التفكير بمشروع صغير يؤمن لها لقمة العيش حتى لا تمد يدها الى أحد، فقررت أن تصنع بعض منتجات الالبان في بيتها من زبدة ولبنة وجبنة، والنزول الى الأسواق وبيعها إما الى المحلات أو الى المواطنين بشكل مباشر.
حال السيدة سورية منصور (ريف دمشق -مزرعة النافور) والتي تبلغ من العمر 45عاماً، لا يختلف كثيراً عن حال السيدة أم محمد فهي أيضا توفي زوجها وترك لها توأم بنات، ما أجبرها على صناعة الالبان والاجبان والشنكليش وبيعها الى المحلات في الأسواق الشعبية كسوق الدحاديل وسوق نهرعيشة وسوق باب سريجة، وأضافت السيدة منصور أن هذا المشروع الصغير يؤمن لها دخلاً مقبولا لتربية بناتها.
أما دلال يوسف و ايمان العلي وام حسين وام تيسير فقد أجمعن على القول بأن العمل بالنسبة لهن يشكل قيمة كبيرة فهو يؤمن لهن حياة كريمة دون مساعدة من أحد، خصوصاً في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي دفعتهن وبكل إصرار على مواجهة متطلبات الحياة الى تأمين متطلبات الأبناء والاسرة ، وذلك من خلال زراعتهن قطعة أرض صغيرة ببعض النباتات الورقية ( السبانخ والجرجير والنعنع والبصل والخبيزة والسلق والبقدونس ) وحملها الى الأسواق وبيعها بأقل من أسعار المحلات، مضيفين أن المرأة السورية من أشد وأقوى نساء العالم عزيمة وشموخاً وإصراراً على الحياة والعيش بكرامة وشرف.
التجاهل سيد الموقف ..في محافظة دمشق
لمتابعة الموضوع عند المعنيين بالأمر في محافظة دمشق، قمنا بالتواصل مع رئيسة المكتب الصحفي في المحافظة، وأرسلنا لها فاكساً يتضمن بعض الأسئلة التي تتناول رأي محافظة دمشق من أجل دعم أولئك السيدات الأمهات ومراعاة أوضاعهن في هذه الظروف الصعبة، إلا أننا وبعد نحو أسبوع على إرسالنا الفاكس، نتفاجئ بأنه لايزال على مكتبها ولم تحرك به ساكنا، وعند سؤالها عن ذلك، قالت إنه لم يصلها بعد، لتعود وتصحح الامر أنه موجود بين أوراقها، وسوف ترسله الى المعنيين بالأمر بعد الحصول على موافقة السيد المحافظ.
وبعد أيام اتصلنا مجددا بالزميلة رئيسة المكتب الصحفي بالمحافظة لتخبرنا أنها لم تحول الفاكس الى المعنيين بالأمر بسبب اجتماعات مجلس المحافظة، وبعد أسبوع من ذلك التاريخ، عاودنا الاتصال معها فأجابتنا وبكل حدية وكأنها صاحبة القرار في هذا الامر إن الموضوع مؤجل بسبب الانشغال بإجراءات التصدي لفيروس كورونا، مع التذكير والعلم أننا قمنا بالتواصل معها قبل الإعلان عن إجراءات التصدي لكورونا بنحو أسبوعين، لكن التجاهل والاستهتار كان سيد الموقف، ناهيك عن الحدة وعدم اللباقة في التعامل، وهو ما دفعنا للإضاءة على ذل
ك حتى لانتهم بأننا أغفلنا رأي المعنيين في محافظة دمشق.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين