تواصل الولايات المتحدة الأميركية سياساتها المعهودة في الابتزاز والاستثمار في كل مساحات وهوامش ومستنقعات الوقت، ولاسيما تلك المساحات التي خلقها انشغال العالم بالتصدي لوباء كورونا، والذي شكل لها فرصة لمزيد من العبث والتصعيد والإرهاب ضد الشعب السوري خصوصاً، وشعوب المنطقة على وجه العموم.
فالإدارة الأميركية ما تزال تستغل انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا لتواصل من جهة حصار الشعب السوري وفرض المزيد من العقوبات الجائرة عليه، وتدعم من جهة أخرى التنظيمات الإرهابية كجزء من المحاولات الأميركية المحمومة لتغيير الواقع ونسف حوامل المشهد التي باتت تشكل كابوساً مرعباً لمنظومة الإرهاب برمتها.
كذلك فإن سلوك النظام التركي الارهابي لا يخرج هو الآخر وبحكم الترابط الوظيفي والعضوي مع واشنطن عن سياق السلوك الأميركي، حيث يلهث اللص أردوغان لتخريب عناوين المشهد والعودة بالأمور الى المربع الأول، أو على الأقل إبقاء الوضع الراهن كما هو وإيقاف عجلة تقدم الجيش العربي السوري الذي أحبط كل مخططات ومشاريع أطراف الإرهاب في الميدان.
ترامب وأردوغان يحاولان اقتناص الفرص واستغلال كل فراغات الوقت، لذلك تجدهما يجهدان للتصيد بمستنقع الكورونا لتعويض إخفاقاتهما.
ما هو مؤكد أن السلوك الاميركي ومن خلفه سلوك النظام التركي، بات يجسد حالة الفشل والاخفاق التي تضرب استراتيجية منظومة العدوان على الشعب السوري، وهذا من شأنه أن يشكل دافعاً إضافياً لدمشق وحلفائها للإصرار على مواصلة طريق محاربة الإرهاب حتى سحق ودحر كل المجاميع الإرهابية المدعومة من الأميركي والتركي ، وصولا نحو طرد كل الغزاة والمحتلين.
فؤاد الوادي