العداء للإنسانية، بل ذبح الإنسانية بسياسة العقوبات والحروب والإرهاب والترهيب، هو ما يصح أن نصف به تصرفات النظام الأميركي بشكل عام وحاليا إدارة دونالد ترامب تجاه سورية وإيران، خاصة في ظل تفشي وباء كورونا المستجد حول العالم، عبر استمرار العقوبات على سورية ومنع المستلزمات الطبية من الوصول لطهران لمكافحة هذا الوباء أو الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لذات المهمة.
معارضة واشنطن اللاأخلاقية وغير القانونية هذه وقيامها بحرمان طهران من التمويل هو انتهاك أميركي سافر ومستفز ومستمر لأبسط حقوق الانسان من أجل الحياة والمعافاة، وجريمة أميركية موصوفة أخرى تضاف إلى رصيدها اللاإنساني الذي أصبح وصمة عار في سياستها العدائية وبلطجتها الدولية وقرصنتها.
هذا الواقع وهذه الحقيقة تؤكد أن ترامب منشغل بكل ما يؤذي الإنسانية وما يضيق على أنفاسها ويكمم أفواهها ويزهق أرواحها، وليس بما يفتح أي مجال للتعاطف والتعاضد لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من المعاناة الإنسانية.
ترامب يظن أنه بإرهابه الطبي والمالي والاقتصادي على إيران كما على سورية، يظن أنه يستطيع عبر بلطجته الدولية هذه لي ذراع الصبر الاستراتيجي الممتد على سنوات وعقود من المواجهة مع أميركا.
تاجر الأزمات والأرواح ستفشل خطواته مثل من سبقه كأوباما وبوش الابن وغيرهما من المسؤولين الأميركيين والغربيين ومعهم نظام اللص أردوغان، وهذا الحصار الطبي والنفسي المفتعل ضد الشعبين الإيراني والسوري لن يقف أمام مساعي البلدين للتصدي للحماقات الأميركية المستجدة أيضا، والتي باتت تتفوق على وباء كورونا بإرهابها وجرائمها ضد الإنسانية.
الحاجة أم الاختراع، هي هنا في إيران وسورية بدأت بكسر حصار ترامب وأمثاله والممتثلين لعنجهية الإدارة الأميركية وضغوطها، عبر كثير من المعطيات والنجاحات التي تحققت على صعيد مواجهة هذا الوباء سواء بالشفاء أو بالعزل أو بإيجاد بدائل محلية ناجحة للتصدي لأميركا ووبائها وعقوباتها القسرية الأحادية الجانب.. هي المقاومة بصورتها الأخرى حين تخرج من بين الحصار أيضا ولا تنتظر لصا ومجرما لم يسلم منه حتى حلفاؤه في ألمانيا وفرنسا.. هنا مجددا مقاومة الإجرام الأميركي تستنهض القدرات لإعادة الحياة.
حدث وتعليق : فاتن حسن عادله