من يدقق في تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول سورية يجزم بأنها صورة طبق الأصل عن تقارير الولايات المتحدة حول القصص ذاتها، لا بل تتجاوزها بإضافة العديد من البهارات والكثير من التضليل، وربما حسب شهية أميركا للطبخة ورغبتها بإنضاجها وفقاً لخطط استخباراتها وأجنداتها الاستعمارية.
وربما كان الوصف الروسي لعمل المنظمة، وتحديداً في تقريرها الجديد، بأنه غير جدير بالثقة، واتهامها بارتكاب انتهاكات فظة لمبادئها الأساسية، هو الوصف الأدق لها ولآلية عمل فريقها في سورية، ليس لمجرد تسجيل رفض روسي لنتيجة تقريرها بل لأن اتهامات (حظر الكيميائية) مليئة بالمغالطات المفضوحة للقاصي والداني، وهناك عشرات الأدلة والوثائق التي تثبت ذلك.
فإضافة إلى أن اتهامات (حظر الكيميائية) في تقريرها الأخير استندت إلى تحقيقات جرت عن بعد دون زيارة أماكن الأحداث المفترضة في سورية، فإنها استندت أيضاً إلى إفادات ممثلي تنظيمات إرهابية كانت تحتل تلك المناطق المنكوبة بجرائمها، وفي مقدمتها ما تسمى منظمة (الخوذ البيضاء) الإرهابية، التي يعرف العالم كله أن واشنطن استخدمتها كأداة رئيسية في إنتاج مسرحيات الكيماوي الشهيرة، وظهرت مئات الأدلة على ذلك خلال السنوات السابقة.
تلاعب وحيل وتزوير وتهويل إذاً هي عناوين (حظر الكيميائية) حول سورية، وتضليل آخر تمارسه نزولاً عند رغبة سيدها الأميركي الذي استخدمها مع بقية منظمات الأمم المتحدة أدوات طيعة بيدها تأتمر بأوامرها وتنفذ سياساتها الاستعمارية دون أي التزام بمبدأ عملها وأخلاقياتها المفترضة.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرغبة باتهام (الكيميائية) دون أدلة، ولا محاولة لشيطنة فرق عملها من قبلنا، بل هي حقائق مؤكدة كشفتها حتى الصحافة الغربية، ومنها صحيفة ديلي ميل البريطانية التي كشفت في كانون الأول الماضي وثائق عديدة تثبت تلاعب المنظمة بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما وإجراءها تغييرات كبيرة في أدلة المحققين الميدانيين، ناهيك عن أوامر من قبل مسؤول رفيع المستوى في إدارتها بإخفاء وثيقة مهمة تقوض مزاعم المنظمة، وبعد كل هذا يأتي التقرير الجديد لينسف كل الحقائق ويحاول تنفيذ رغبات البيت الأبيض الأميركي وسياساته العدوانية ضد سورية!!.
البقعة ساخنة – بقلم مدير التحرير: أحمد حمادة