ثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
يبدو أن المثل القائل (حسابات السرايا لم تنطبق على حسابات القرايا) هو الأكثر ملائمة لوضع العديد من المنتجين اليوم ، خاصة بعد توقف تصوير المسلسلات في الوقت الحرج بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا حرصاً على سلامة الجميع ، وما جرى أن هناك منتجين أجّلوا إنجاز أعمالهم حتى الوقت الأخير ففاتهم القطار ، وهناك من انهى تصوير عمله قبل فترة وبات جاهزاً للعرض وهو سيكون حاضراً على الشاشات في شهر رمضان ، في حين استطاع منتجون خططوا لإنتاج عدة أعمال أن يحققوا حضوراً بعمل وتأجيل أعمال أخرى لتوقف التصوير ، وهذا الوضع لم يؤثر على الدراما السورية فقط وإنما امتد ليشمل التصوير في بلدان أخرى ومنها لبنان حيث يتم فيه انجاز أعمال يشارك فيه فنانون من سورية . ولكن ما الأعمال التي تم تأجيلها وما الأعمال التي صورت في سورية وستكون حاضرة للعرض في الشهر الفضيل ؟..
بعد أن تم الإعلان عن انطلاق تصويرها بوتيرة متسارعة وكان من المنتظر أن تكون منافساً هاماً في الشهر الفضيل ، كان خيار سلامة المشاركين فيها هو الأهم فتم إيقاف تصويرها ، وهي اليوم في انتظار ما ستؤول إليه الأمور ، منها (شارع شيكاغو ، بورتريه) وأخرى كانت على وشك انتهاء التصوير (سوق الحرير ، مقابلة مع السيد آدم ..) ، في حين أن هناك أعمالاً باتت جاهزة للعرض فعلاً ، ومن أهمها (حارس القدس ، صقار ، بروكار ، الجوكر ، بوشنكي ، يوما ما) .
مسلسل (حارس القدس) إخراج باسل الخطيب وتأليف حسن م.يوسف ، إنتاج وزارة الإعلام ـ المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ، ويتناول مسيرة حياة المطران هيلاريون كبوتشي الذي لعب دوراً هاماً في خدمة القضية الفلسطينية حتى اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1974 بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية ليبعد إلى روما ويقضي ما تبقى من حياته فيها دون أن يتخلى عن دوره الوطني والديني المقاوم للاحتلال والداعم للقضية الفلسطينية ولوطنه سورية في نضالها ضد الاحتلال وعملائه ، وتوفى عام 2017 ، ويشارك في العمل عدد كبير من الفنانين ، منهم : رشيد عساف ، إيهاب شعبان ، صباح جزائري، أمل عرفة، يحيى بيازي، إسكندر عزيز، سامية الجزائري ، سليم صبري ، ليا مباردي ، سوزان الوز ، جيما دريوسي ، عهد ديب ، نادين قدور .
أما مسلسل (صقار) إخراج شعلان الدبّاس وتأليف دعد ألكسان فتدور أحداثه في البيئة البدوية ويحكي قصة تؤكد على القيم البدوية الأصيلة ويبرز فيها الصراع بين الحب والغدر والثأر والدسائس مقابل الفروسية والشجاعة . في حين تدور أحداث مسلسل (بروكار) ضمن إطار البيئة الشامية عام 1942وهو من إخراج محمد زهير رجب وتأليف سمير هزيم ، ويتناول حكايات مشوقة يعيش فيها الحب صراعات قاسية، ومن محاره أيضاً صراع بالوكالة يجسده على الارض مرافق تاجر الذهب مع مرافق تاجر الفضة نيابة عن صراع الكبار إضافة إلى محاولة الاحتلال الفرنسي النيل من الحارة بعد أن ذاق طعم المرار فيها ، وتجري الأحداث في حارة تضم أهم مشغل للبروكار الدمشقي ، وعندما يأتي إليها مهندس فرنسي يطلب من صاحب النول التعرّف على القماش الرائع لأنه يريد الترويج له دعائياً ، فيعرف سر الصنعة ويعود الى بلاده بعد مدة ليفاجئ صناع البروكار بدمشق بمادته القماشية البديلة .
ومن الأعمال التي ستعرض في رمضان مسلسل (الجوكر) إخراج جمال الظاهر وهو دراما بوليسية تحمل جرعة من الأكشن ويحكي عن جرائم تحدث ضمن جامعة ويطرح موضوعات تتعلق عن استغلال الأطفال والتسول والمخدارت . أما مسلسل (يوما ما) الذي كان اسمه السابق (غبار الماضي) وهو من إخراج عمار تميم وتأليف فهد مرعي وبانة رزق ورافي عزيز ، فتدور أحداثه عبر مرحلتين زمنيتين ضمن إطار اجتماعي بوليسي متناولاً مجموعة من الحكايات المشوقة التي تضم جرائم وخطف ، في حين يندرج مسلسل (بوشنكي) إخراج نضال عبيد وتأليف يسر دولي ضمن إطار اللايت كوميدي ، وهو منفصل متصل الحلقات يقع في ثلاثين حلقة مدة كل منها خمس عشرة دقيقة .