في الولايات المتحدة الأميركية يتصدر الانتشار السريع لوباء كورونا المستجد المشهد الأول، حيث بدأ يثير مخاوف دونالد ترامب ويقلب المعادلات والطاولات السياسية والانتخابية والاقتصادية والصحية أمام أطماعه وإدارته الحمقاء وسياسته الرعناء، تلك العنجهية المحقونة بكثير من الإرهاب والدماء ضد الإنسانية جمعاء، بعد أن أجبر أمام حقائق الإصابات والوفيات المرتفعة في بلاده على الاعتراف بكارثة كبرى تعصف بها، بحيث لم ينفعه كل التجاهل والتعامي الذي حاول إخفاءه حول كوفيد 19، أو التقليل من تداعياته.
صندوق ترامب الانتخابي القادم يبدو أنه ما استدعاه كأول رئيس أميركي للاعتراف بكارثية “الوباء الثقيل” على الولايات الخمسين، بعد أن تأكد أن الفيروس بدأ “بتخريب” ما يخطط له ورسم منحى معاكس، خاصة مع تصاعد نبرات الأصوات الداخلية ضد سياسته التجاهلية هذه واستهانته بأرواح شعبه، كما استهان بأرواح كثيرين بعقوباته.
هي رغبة التاجر الأميركي باستعادة الثقة مع الناخب للعبور إلى الرئاسة المقبلة، بعد أن أخذت الأمور تنقلب عليه رأساً على عقب، فانتخابات تشرين الثاني المقبلة تقترب، وأطماعه العدوانية وسرقاته ولصوصيته تتطلب وقتاً إضافياً متزايداً، وهو ما نراه من قبل المحتل الأميركي اللا شرعي في الجزيرة السورية وغيرها.
ربما لم يتخيل ترامب في يوم من الأيام ولا دولته العميقة أن تجد من “يصرعها” في ديارها حتى لو كانت صناعة مختبراتها ووزارة حربها أو يهزم تعنتها، أو يكشف مدى هشاشتها الصحية ومدى لا إنسانيتها وعنصريتها أمام العالم بهذا الشكل المتسارع، أو يشكل لها تحدياً قائماً بحد ذاته، أضحت بسببه تستجدي طلب المساعدة ممن تعاقبهم زوراً ونفاقاً، وهي التي اعتادت محاربة العالم بالسرقة وبالإرهاب والحروب والإجراءات القسرية الأحادية الجانب، وإقامة جوقات التضليل والكذب والنفاق والتزوير كما تفعل مع سورية وإيران وكوريا الديمقراطية وفنزويلا وكوبا.
المفارقة اليوم أن أميركا التي تحاول محاصرة العالم بالإرهاب وأنواعه، هي اليوم برئيسها ترامب باتت محاصرة بمزيد من التعري والسقوط المدوي أكثر من قبل، وهو ما يفرزه إصرار واشنطن على ممارسة الإرهاب بأشكاله، ومساعيها الوقحة لتثبيط أي محاولات من قبل سورية وإيران للتقليل من تداعيات آثار عقوباتها الاقتصادية الظالمة. هنا ينفضح المزيد من العداء الأميركي للإنسانية وعنصريته الوقحة تعجل أكثر بانقلاب السحر عليه.. هي المعادلة القريبة القادمة التي يخبئها رحم كورونا المستجد للعنجهية والغطرسة الأميركية الهشة.. فالمعطيات الحالية عرت الكثير والكثير من الأوراق وأسقطت المزيد منها.. فأين سيختبئ ترامب؟!.
حدث وتعليق- فاتن حسن عادله