ثورة أون لاين – لجينة سلامة:
بعيدا عن كورونا ,جاءت جريمة الأب الطاعن القاتل في قرية (بديرة ) بطرطوس لتعكِر صفو الحجر الصحي .حدث مفجع اقشعرت له الأبدان وقد نال من براءة ولدين وحياة زوجة وموت متكرر عقوبة للزوج المجرم المكتئب سوداويا …!
بغض النظر عن الأسباب التي أخذ بها المجرم ليوقف نبض حياة العائلة ,تساؤل وحيد جال في بال من سمع بالجريمة :هل الذي حدث هو من تداعيات كورونا ,تداعيات الحجر الصحي والضغط النفسي والمالي وباقي الإجراءات الاحترازية التي فرضها الفيروس التاجي …!فيما يذهب آخرون على قلتهم للقول بتعجب: لماذا أقدم على هذا الإجرام وهو الذي يبدو في حال ميسورة وعلى ود ومحبة مع أفراد العائلة الضحية كما تظهر الصور التي انتشرت على صفحات الفيس بوك .؟؟
لكن لا أد ري كيف تتناسى الأغلبية أن( الكورونا) جاء على الغني والفقير ,السعيد والحزين ولم يفرق بين الدول والأفراد والأجناس .
بعيدا عن كورونا وقريبا منه ,هي حالة صعبة حرجة تمر على السوريين وكانت قد مرت عليهم و ما تزال سني الحرب لكن الحجر كان له صيغة ومفهوما آخر بمعنى لا تدري من أين تأتيك رصاصة من (داعش ) , وهاهو كورونا لا تعرف من أين يأتيك رغم كل الإجراءات والتوصيات والتحذيرات لكن الحذر واجب وضروري والمواطن مطالب بدرجة قصوى من الوعي حفاظا على الأرواح والأبدان والصحة العامة .بكل الأحوال المواطن السوري على درجة من التفهم لما يجري حوله .لكن هل بات لديه الإمكانيات النفسية والمادية للتصدي لمستجدات الظرف ومتغيرات الواقع التي فرضتها الحرب ويفرضه كورونا .
.لقد تمكنت الجهات المعنية من ضبط ملايين المواطنين في بيوتهم بمفعول تطبيق الحظر الصحي وإجراءاته المكملة التي التزموا بها وأنصتوا للإعلام الوطني باهتمام وانصاعوا للإجراءات الصارمة التي اتخدتها الحكومة انطلاقا من وعيهم الجمعي و لقناعة مؤكدة منهم أن هذا لصالحهم وللحد من انتشار الفيروس .لكن الجهات المعنية بلقمة عيش المواطنين لم تستطع أن تضبط جشع التجار ونهمهم وباتوا لقمة سائغة لقوافل حيتانهم .فجاءت بعض الإجراءات غير منطقية ومتسرعة أربكت المواطنين وأقلقتهم وأدخلتهم في دوامة الحاجة وحاجة المادة من الطعام ولوازم التعقيم وكل هذا في ظل قلة المال وعلى الأخص الذين يعيشون الحجر في البيت والعمل الخاص ..
نعود على ما بدأنا به ,أتمنى أن ينتهي الحجر الصحي وتعود الحياة إلى طبيعتها والمياه إلى مجاريها ,ويستعيد المواطنون بريق حياتهم باستنشاق الهواء النظيف والاستمتاع بلقمة العيش دون ذل أو غبن أو جور.