بعد تقييم انعكاس الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لوباء كورونا على الواقع المهني والحياتي للمواطن، سمح مجلس الوزراء لعدد من المهن بالاستمرار في عملها باعتبارها متممة للعملية الانتاجية، على ان تلتزم تلك المحال بالحد الادنى من العمال وضمان عدم الازدحام والالتزام بأوقات الحظر المفروضة.
وشملت المهن المسموح لها باستئناف العمل ميكانيك وكهرباء السيارات والدوزان وصيانة الآليات الزراعية والحصادات، ومحلات الحدادة الافرنجية والخراطة والنجارة والخياطة الفردية، ومحلات مسلتزمات الانتاج الزراعي والري الحديث.
لا شك ان القرارات أتت استجابة لحاجة فعلية الى عودة هذه المهن الى العمل لاستئاف عملية الانتاج، فبدونها لا يمكن ان تعمل وسائل النقل بكفاءة، كما لا يمكن المضي في خطة تعزيز الانتاج الزراعي التي ستسهم في التصدي للوباء…
لكن بالمقابل هناك مهن اخرى لا تقل اهمية في سير العملية الانتاجية لكون هذه المهن يكمل بعضها بعضا، فبدون توفر مستلزمات الانتاج لا يمكن ان تعمل مهن الحدادة او الخياطة او غيرها من المهن الخدمية الاخرى، فضلاً عن حاجة الكثير من اصحاب المهن للحصول على الدخل لتأمين مستلزمات معيشتهم، فمن استطاع منهم ذلك في الشهر الاول من الحجر المنزلي قد لا يكون قادرا عليه في الشهر الثاني، خاصة أننا على ابواب شهر رمضان المبارك، وليس خافيا على أحد الارتفاع الذي بدأ يطرأ على اسعار المواد لتقفز الى الضعف من دون حسيب او رقيب.
وحفاظاً على الالتزام بالاجراءات الوقائية يمكن ان يتم السماح للمهن الاخرى بأن تستأنف عملها لأيام محددة في الاسبوع وساعات محددة يومياً وفقاً للضرورة التي تقدرها الجهات المعنية وذلك بدلاً من الاغلاق الكامل الذي يعرقل العملية الإنتاجية ويحرم هؤلاء من الحصول على دخل شهري يكفيهم.
حديث الناس- هنادة سمير