على مذبح كورونا تعرت وجوه، وسقطت أقنعة، وصمتت حناجر لطالما صدّعت رؤوسنا نحن السوريين بالتحديد، بقيم إنسانية، وعدالة خلبية لا وجود لها في قواميس من أطلقها ورددها وتبجح بها على الملأ وزاود بها على المنابر الأممية.
وإلا ما مبرر هذا التعامي الأميركي والأوروبي للدعوات الدولية، تلك التي طالبت ولا تزال برفع الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية غير القانونية الأحادية الجانب، ورفع القيود المفروضة على توريد الأدوية والسلع الأساسية إلى سورية، في زمن يمكن تسميته بزمن كورونا ؟ حيث إن هذا الفيروس لم ولا يعرف حداً ليقف عنده، أو من الممكن أن يستثني بلداً من خريطة انتشاره الكارثية.
المؤكد أن ترامب غير مكترث لمن يقضي بهذه الجائحة سواء من شعبه الأميركي أم من السوريين أم من شعوب العالم قاطبة.
جل همه ينحصر في كيفية زيادة أرصدته البنكية، وتجميل صورته المشوهة أصلاً لدى الناخبين الأميركيين، وتحضير المكائد والروايات المفبركة لخصومه في الداخل والخارج على حد سواء.
هي كورونا إذن تسقط آخر ورقة من أوراق التوت عن عورات ترامب الخلقية والأخلاقية، فهو لا يأبه إن كان هناك أحد من السوريين يئن ألماً أو جوعاً أو مرضاً بسبب عقوباته الجائرة عليهم.
ولكن كما تغلبت سورية على كل الصعاب والمحن التي مرت بها، وكما تجاوزتها، ستتجاوز هذه الجائحة بوعي شعبها وحكمة قيادتها.
نافذة على حدث- ريم صالح