عزة شتيوي
على مساحة الانتصار تزهر الذكرى.. لتتوهج النياشين اكثر على صدر الجندي العربي السوري في توقيت نيسان.. هنا منذ 74 عاما كان الجلاء.. وبقي قصيدة وثقافة وسياسة .. ترعب فرنسا في كل مرة.. تستحضر الصرخة السورية الحرة ذاتها كلما لاح الاستعمار على تخوم المشهد السوري..
74 عاماً لم يتغير وجه المندوب الفرنسي في المجالس الاممية بل بقي يتكرر في اقنعته وبقي وجه فارس الخوري يتجلى في نضال السوريين ويطرده كل مرة من المساحة السورية السياسية والميدانية.. ليظهر في ذاكرة السوريين اكثر من جلاء وملايين الأحفاد ليوسف العظمة وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش وفارس الخوري والعشرات من النبلاء السوريين الذين بقوا أيقونة معلقة في رزنامة نيسان…
عشر سنوات من الحرب على سورية كان السابع عشر من نيسان وكل أعياد النصر في التاريخ السوري يمهد لجلاء الارهاب وداعميه.. انجلى وجه تحالف (أصدقاء) الارهاب واسود وجه البيت الأبيض وحرق علم الانتداب الفرنسي ألف مرة..
حاولت فرنسا ان تعود بوجه أخبث من الاستعمار فارتدت زيف (الثورة) وتنكرت بعلم التفرقة والفتنة.. فصاغ السوريون بدماء شهدائهم وجروح ابطالهم وعقيدة جيشهم وقوة قرارهم السياسي المقاوم جلاء جديدا صفع باريس على وجهها الاستعماري الجديد وقطع يدها الارهابية من دابر الميلشيات والمرتزقة والتنظيمات التكفيرية التي حاولت دخول سورية من بوابة (الحرية)..
اليوم يكشف المشهد الغرب أكثر.. يعريهم بفايروس لامرئي، ويضع انسانيتهم على محك شعوبهم يوم تنهار منظوماتهم الصحية وتموت شعوبهم بينما أقدامهم الاحتلالية تبحث عن مكان في أرض الدول ذات السيادة لتمرير المخططات الاستعمارية بحجة الخوف على حقوق الانسان؟!.
الدول الغربية على “المنفسة” بينما حكوماتهم على قيد سياستها الاستعمارية تحاصر سورية بالعقوبات وتمرر قوافل جنودها مستغلة الحدث العالمي الصحي…
الغرب مزمن في انحطاطه وأطماعه، وعيد الجلاء في سورية لايزال فعلاً مضارعاً ترفع له القبعة العالمية.. قبعة الشعوب.. لهذه المقاومة الشعبية في الشمال السوري كله التي تطرد الاحتلالات الغربية والتركية بقيادة واشنطن، وتخبر الجندي الاميركي المحتل بأن روح الجلاء التي طردت نظيرك الفرنسي لاتزال في شبابها، ومقاومتها وجيشها وقيادتها السياسية السورية قادرة على طردك.. فهذه سورية التي كانت من اوائل الدول المستقلة وبقيت أيقونة المقاومة.. والأخبار من القامشلي وكل المدن تشير الى بوصلة الجلاء الجديد..
