إفتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
كل التقييمات المَوضوعية، سياسياً، عسكرياً، إستراتيجياً، تَلتقي اليوم على حقيقة أنّ سورية تَمكنت من إسقاط وتحطيم مُخططات العدوان الصهيو – أميركي بامتداداته المُختلفة، واستطاعت أن تَحفظ سيادتها ووحدة أراضيها، وأن تُمزق مُخططات العدوان، الرزمة “أ” إذا صحت التسمية، ذلك بدحر التنظيمات الإرهابية وبإلحاق الهزيمة بأذرعها المُتعددة الرايات والأسماء، لكن المُشتقة من فكر تكفيري واحد، المُتحركة بأمر عمليات أميركي دائماً.
ما الذي يَجري حالياً؟ هل استوعبت قيادة تحالف العدوان -واشنطن- الأمر؟ هل هي بصدد الإقرار أم الإنكار؟ هل تتجه للانسحاب والاعتراف بالفشل؟ أم إنها تلجأ للخطط البديلة التي وضعتها “المُخططات ب”؟
المُؤشرات التي تتكشف تَلقائياً مع تَكثيف الحركة الأميركية العدوانية على الحدود السورية العراقية في البادية بمنطقة السخنة، بريفي الحسكة ودير الزور، لا تكاد تترك مجالاً لأي استنتاجات إلا تلك التي تتجه لتأكيد أنّ أميركا كمركز قيادة لتحالف العدوان تَنتقل بهذه الأثناء -واهمة- إلى المُخططات “ب” البديلة، التي تُراهن فيها على إعادة إحياء الدواعش وإطلاقهم مُجدداً، إذا لم يَكن من أجل تنفيذ مُخطط الاستهداف الأساسي، فالإشغال، لمنع الاستقرار، ولكسب الوقت بمُحاولة تَحريك موعد إعلان الهزيمة التي لا تُريد الاعتراف بها.
لا يَمر أُسبوع إلا وتَشهد فيه المنطقة الحدودية السورية- العراقية تَحركات عسكرية أميركية، إذا لم تَستهدف واشنطن من خلالها تعزيز قواتها المُحتلة، فإنها تُحاول تَمكين الميليشيات التي تتحرك بأمرها، إلى جانب مُحاولات إحياء أذرعها الإرهابية الداعشية، بدليل:
1- تَجدّد الهجمات الإرهابية الداعشية في سورية والعراق.
2- افتعالُ حادثة هروب الدواعش من سجون ومُعتقلات لا تُوجد قناعة لدى أحد من أن أميركا لا تُسيطر عليها ولا تُديرها.
3- تَسجيل حركة دخول وخروج على طرفي الحدود لآليات عسكرية أميركية مملوءة بالسلاح والعتاد واللوجستيات.
ما تَقدم، إذا ما أُضيفت له التحركات الأميركية العدوانية: تَوريد ونَصبُ منظومات صاروخية جديدة ونوعية بالقواعد الأميركية الاحتلالية في العراق، تَجديد العقوبات أُحادية الجانب مع تَكثيف التهديدات بـ “سيزر”، الدعم المُطلق لسلوكيات اللص أردوغان والتغطية على مُمارساته الداعمة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب، فإنّ هذه التحركات لا تُؤشر في الواقع إلا إلى محاولة واشنطن تفعيل مخططات العدوان “الرزمة ب” التي لن يكون مَصيرها مُختلفاً عن سابقتها.
تُخطئ الولايات المتحدة مرّة أخرى من جديد – ومعها كل مُكونات محور العدوان – إذا اعتقدت بوجود احتمالات لنجاح ما خَططت له، وربما تَستغرق في الوهم إذا كانت تَبني تَقديراتها على أنه بتوقيت انتشار وباء كورونا يُمكنها اقتناص فُرصة يَتهيأ لها أنها مُتاحة لتجديد ما رسمت له وفشلت بتحقيقه.
إنّ من استطاع أن يَكسر مُخططات الفتنة، وإنّ من تَمكن من تَبديد الأحلام الصهيونية وتحويلها لأوهام وكوابيس، وإنّ من امتلك إرادة الصمود والتصدي، وإنّ من تَمكن من تَعرية العقيدة التكفيرية الإرهابية وإلحاق الهزيمة بها وبمن يقف خلفها، لن يَقبل بأقل من أن يُحطم كل المُخططات العدوانية البديلة، مهما تَعددت، “ب” “ج” .. إلخ.