منذ بداية الحرب الإرهابية العالمية على سورية، سقطت الكثير من المفاهيم، وثمة صور ما كان لعاقل أن يتصور حدوثها يوماً قبل عدوان “التآمر الدولي” على سورية.
سقطت بعض المفردات الكاذبة التي تغنى بعضهم بها، فبات للخيانة معسكرات للتدريب، يتخرج فيها المنتسب بعد شهرين ونصف الشهر برتبة “لص نفط مرتزق”، وبراتب 350 دولاراً أميركياً، هذه الصورة ليست من نسج الخيال، بل حقيقة ما يجري في مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” الانفصالية في منطقة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة، وقيام قوات الاحتلال التركي بفتح معسكرات لتدريب متطوعين من عناصر “قسد” في مبنى مديرية حقول نفط الجبسة الحكومية، الذي احتلته القوات الأميريكية وحولته إلى قاعدة لها، وليتم نقل “المرتزقة” إلى قاعدة حقل العمر النفطي وخط نهر الفرات بريف ديرالزور الشرقي.
في زمن الإرهاب العالمي على سورية، انقلبت مقولة: (لا حياء في العلم)، إلى لا حياء في الإرهاب، وبات الأصيل الإرهابي، في قلب المشهد الإجرامي إلى جانب الوكيل، وهما من كانا سابقاً يعملان على طرفي المشهد، فيبقى الأصيل وراء الكواليس، فيما الوكيل وحده من يظهر في الصورة الإرهابية حاملاً على عاتقه جميع تبعات أفعاله الإجرامية.
الصورة تغيرت، فبات الأصيل التركي في خندق واحد مع الوكيل تنظيم “النصرة” الإرهابي في محافظة إدلب، يتبادل أسباب الاستمرار هناك، هذا الأمر دفع “النصرة” إلى تقديم الاعتذار للداعم المحتل التركي وباللغة التركية، عن المقطع المصور الذي انتشر مؤخراً لإرهابيين تابعين للتنظيم يهددون عناصر الجيش التركي المحتل بالقتل وقطع الرؤوس.
تنظيم “النصرة” الإرهابي أقر بحقائق، حاول النظام التركي مراراً وتكراراً النأي بنفسه عنها، ليؤكد هذا التنظيم الإرهابي أن جيش الاحتلال التركي هو شريك، وأنهما حاربا في خندق واحد، خندق يحرص رئيس النظام التركي رجب أردوغان على بقائه قوياً مدعماً بأحدث الأسلحة التركية في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه، فهل يعتذر الإرهابي أردوغان لأسر قتلاه على زجهم بخندق واحد مع الإرهابيين في أرض يحتلها، وكل ذلك بهدف أهداف شخصية إخوانية.
هكذا تتشابه خنادق العمالة بين “قسد” والمحتل الأميركي، مع خندق الإرهاب الجامع لـ”النصرة” والمحتل التركي، بين “النصرة” والمحتل التركي.
moon.eid70@gmail.com
حدث وتعليق- منذر عيـد