ليس غريبا أن ينشغل العالم جميعه وفي الآن نفسه بالفيروس الخطير الذي استطاع أن يعبر العالم متجاوزا الحدود ليحصد الآلاف من الضحايا غير عابئ بطفل صغير أو رجل مسن.
وتنوعت التحليلات والتصريحات بشأن أسباب هذا الوباء وطرق الوقاية منه، وتشددت الحكومات في إجراءاتها من العزل والتباعد بين الأفراد، والكثير من التحذيرات التي قد تقف حائلا دون انتشاره.
واليوم إذ تعلن الجهات المتخصصة في غير دولة عن اكتشافات جديدة من العلاجات الشافية أو التي تساهم في الحد من خطورته، وتعلن في الآن نفسه عن بدء انحسار هذا الوباء ونقص عدد الإصابات، لابد أن نقف مطولا عند تفاصيل تلك المرحلة العصيبة التي مرت بها الشعوب وخصوصا أننا كنا في المركب نفسه، وبعين المتبصر الواعي لنحدد مواطن الخلل، أين أصبنا وأين أخطأنا، وكيف تعامل مواطننا مع هذا الوباء على الصعيد الفردي، وأيضا المجتمعي؟
لاشك سيرحل وباء” كورونا” عاجلا أم آجلا، ولكن آثاره ستشكل نقطة تحول في سلوكنا وفي علاقاتنا، وتعيد صياغة أولوياتنا، وربما هذه العزلة التي جعلتنا نعيد حساباتنا كأفراد أولا، ومن ثم في علاقاتنا المجتمعية، فهذه المرحلة عرّت الكثير من المظاهر الاجتماعية وأظهرتها على السطح وليس آخرها جشع بعض التجار واستثمارهم للأزمات والكوارث في ملء بطونهم المتخمة .
على الجانب الآخر استطاع البعض أن يحول هذه الأزمة إلى نتاجات إبداعية وثقافية لنشر الوعي بين أفراد المجتمع عبر بعض البرامج التي طرحت على وسائل التواصل الاجتماعي سواء على الصعيد الفردي أو المؤسساتي، مايؤكد تكاتف الجهود وتعاونها من أجل التغلب على هذا الوباء، إيمانا منهم بأن مصير الفرد مرتبط بمصير المجتمع، وأن السلوك الإيجابي والالتزام بإجراءات الوقاية لاشك هو تعبير صريح عن المواطنة الحقيقية.
رؤية- فاتن أحمد دعبول