فيما الوباء يفتك بالكثير من المدن الأميركية, تبدو فصاحة ترامب بغير مكان , وبغير اتجاه , وكما صلف الغرور الذي تتسم به الادارات الاميركية , يهرب ترامب من خلاله إلى الأمام بقفزات يظن أنها قادرة على طي صفحة المشهد من خلال الحديث عن الاقتصاد, وضرورة العمل على خطط جديدة لتجاوز ما تركه الفايروس المستجد من آثار كارثية, ناسيا أن البنية التي طالما تفاخرت بها واشنطن , ليست إلا حبرا على ورق,وأن معظم الاقتطاعات من الموازنة الاميركية كانت على حساب التأمين الصحي للفقراء .
وتذهب الاقتطاعات الى التسلح الذي وصلت النفقات عليه أرقاما فلكية , ولا احد يدري من يهدد أمن ووجود الولايات الأميركية التي غدت ترسانة سلاح فتاك يمكن لأي خطأ فيها (بشري ) ان يبيد الوجود الانساني مرات ومرات , ومع ذلك تمضي دون توقف بالانفاق المرعب على السلاح والبرامج التي تصب في خدمة العدوان والقدرة على احداث التدمير الشامل , ولو تم إنفاق ولو جزء يسير منها على الخدمات الصحية لكان الأمر غير ذلك .
وعلى التوازي تقوم الادارة الاميركية بتنصيب نفسها حاكما وقاضيا يصدر قوانين العقوبات هنا و هناك , وكل من لايسير في ركبها عرضة لجنونها الذي يعني الحصار المطبق على شعوب العالم, وقائمة فتكها المباشر وغير المباشر بالعالم طويلة, لايمكن أن تحصر بالعجالة, ومازالت تتبع السياسة نفسها, بل وتبتكر أساليب جديدة, وكأن جائحة كورونا التي تهدد العالم لا تفتك بالاميركيين, والبيت الأبيض بشغل عنها , لمراقبة العقوبات وكيل الاتهامات, واعداد المؤامرات والدسائس كلما لاح في أفق العالم بصيص نور للخروج من كهف الغطرسة الاميركية .
اليوم, العالم مطالب بالكثير من العمل ومن خلال المؤسسات الأممية للخروج من ربقة العقوبات القسرية على الدول, وإذا لم يكن هذا الواقع قادرا على تغيير سلوك الولايات المتحدة, فثمة كارثة تحيق بالعالم كله .
بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن