ثورة أون لاين _ فاتن حسن عادله
على طريق حلب اللاذقية الدولي يحاول رئيس النظام التركي ومرتزقته من الإرهابيين تقديم مسرحية إرهابية أخرى عبر تقديم مشهد اقتتال خلبي وزائف بمفرداته لمنع فتح هذا الطريق، وبالتالي إبقاء ورقته في قبضة التركي بعيداً عن الشريك الروسي، وهو ما وثقته وقائع ما بعد اتفاق موسكو بداية الشهر الماضي دون أن ينفذ أردوغان التزاماته.
غبار هذا الاقتتال الزائف أو الخلاف غير الموجود أو صورة التركي وهو يطلق النار والغاز المسيل للدموع على “محتجين” من إرهابيي جبهة النصرة كما يزعمون، ما هو إلا مناورة تركية خبيثة أيضاً متفق عليها في الغرف السوداء وبالتعاون مع استخبارات اللص في منطقة خفض التصعيد لمزيد من رفع التصعيد وإبقاء الروسي بعيداً، كحالة فرض واقع للتفرد بالحركة على هذا الطريق الاستراتيجي، وبالتالي إطالة عملية فتحه، التي ستشكل مع حدوثها صفعة أخرى وقوية للص التركي عبر خسارة إحدى أهم أوراق احتلاله، كما شكله وفرضه إعادة فتح الطريق الدولي بين دمشق وحلب.
فالتركي لم يفكر ولم يخطط يوماً إلا للدفع نحو الاحتلال والعدوان وهذا حاله منذ بداية الحرب الإرهابية، وليس نحو إتاحة أية فرصة للانفراج على الساحة السورية خاصة في إدلب حيث أطماع أردوغان، وعلى الشريط الحدودي في الشمال حيث أوهام المنطقة الآمنة تدفع سليل العثمانيين الجديد إلى الاعتداء على المدن والقرى والأهالي والقيام بعمليات سطو وسرقات وتهجير وتغيير ديمغرافي بإسكان مرتزقته مكان سكانها الأصليين.
الإرهابي أردوغان يحاول الانقلاب على التفاهمات والاتفاقيات بأي شكل من الأشكال وأي وسيلة من النفاق والكذب والاحتيال على اتفاق موسكو مستخدماً كعادته لعبة مكشوفة ومفهومة وبإنتاج وإخراج فاشل أيضاً، يكشفه في ذلك إدخاله بالأمس رتلاً عسكرياً يضم نحو 20 آلية بمعدات لوجستية عبر معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، وليرتفع عدد آلياته التي دخلت الأراضي السورية منذ 6 آذار الماضي إلى 2830 والآلاف من جنوده، فمن سيصدق هذا الإنتاج والإخراج الفاشلين لمهاجمة تركيا لإرهابيي النصرة؟!. أو لم تعتذر النصرة الإرهابية قبل أيام لتركيا على تهديد جنودها! هنا ما يبدد صورة هذا الافتعال المقصود ويجلي الصورة على حقيقتها بأن الاستثمار في الإرهاب والعدوان هو هدفهما، ولكن الصبر العسكري السوري أضحى في حدوده القصوى، ومسرحيات أردوغان لن تمر.