ثورة أون لاين _ ديب علي حسن
تستمر العربدة الصهيونية بعدوانها على المدنيين أينما كانوا، تعددت أشكالها وألوانها، من احتلال الأرض وسرقتها جهراً وعلانية، وتحت مسميات مختلفة، وبتواطؤ أميركي معها، وصمت أممي مازال قائماً، من تهويد ما تبقى من الحرم الإبراهيمي منذ أيام، إلى نشر الوباء بين السجناء الفلسطينين، والعمل على جعلهم ضحايا له بأسرع ما يكون، تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية كالعادة، لا يرف لجناتها جفن، يظنون أنهم سوف يكونون خارج لحظة الحقيقة التي ستحاسبهم على كل ما ارتكبوه من جرائم، مهما طال الزمن، فالحساب آت لا شك بذلك أبداً.
وإذا ما كان الصلف والغرور الصهيوني يدفع مجرميه إلى التمادي في العدوان على سورية والعمل بشكل مباشر على دعم العصابات الإرهابية والتدخل المباشر كلما هزمت تلك العصابات، هذا كله لن يجدي نفعاً، وما كان خلال العدوان الغربي على سورية وتدخلاته المباشرة لشد ومؤزارة عصاباته، لم يحل دون تحقيق النصر السوري المؤزر على الإرهاب ودحره، ومعارك الميدان تشهد بذلك.
والعدوان الصهيوني الذي جرى صباح اليوم ليس إلا حلقة في نفخ نار الإرهاب ومحاولة مكشوفة ومفضوحة للهروب من استعصاء الأزمات والمشاكل التي يعاني منها الكيان الصهيوني، وهو الغارق بوباء كورونا، وهلع مستوطنيه، واللافت في الأمر أن التنسيق بين النظام التركي والكيان الصهيوني وصل حداً كبيراً في الممارسات العدوانية، فحين يعمل الاحتلال التركي على الكذب والمراوغة وإدخال التعزيزات العسكرية لتصل إلى عصاباته الإرهابية، يعمد الكيان الصهيوني إلى مغامراته العدوانية اليائسة، تناغم بين عدوانين يعرفان في النهاية أن كل هذا الجنون سيكون له ثمن وحساب، ولن يطول الأمر، ووقائع التاريخ القريب، لا البعيد تشهد أن سورية لم تترك عدواناً وقع عليها بلا حساب، قد يتأخر الوقت قليلاً لظروف كثيرة، لكنه آت من دون شك.