الملحق الثقافي:حسين الحجي:
أن نفيض سوية من الشوق دموعاً على أراض الوجد. أن نسقي خيبة الأماكن والمساءات البعيدة بوح المطر. أن أتخذك عكازي في زمن الانحناء وأن تتكئي على قلبي خشية السقوط. أن أقرأ آخر الأماني على منعطف طريق كان يشبه خطوط يديك. وأن أعزف على ناي صوتك تشرد سمعي إثرك، وأن أغني للعالم عن افتراق نهرين.
أن أعرج بخف حرفي على كل الاستعارات التي وثقت أحداث قبلة لم تزهر إلا في ربيع شفتيك. أن أتبنى مرتفعات عنقك لأجاور قلادة تسامر طيفك، ولأبني وطناً يعلو على الأوطان. أن أمشي كل الدروب التي أتمنى وأقرأ كل الروايات التي تحوي تفاصيل لنا. أن أبيت على الطوى سنيناً لأقتات من نهديك تفاحتي الشهية. أن أحن على وجع الأشجار التي شاهدت دوران خصرك حول الطبيعة وتأوه الريح من هول الاتحاد، وكيف كنا آنذاك عرشاً بلا ذاكرة!
أن أذرف كل الأحلام على المساحات التي كانت حدودنا. وأن أحفر قبري بيدي لأني لم أجد مثيلاً لضفيرتك، التي كانت، حقاً، نجاتي.
التاريخ: الثلاثاء28-4-2020
رقم العدد : 996