ثورة أون لاين- ابتسام هيفا :
في فترة الحجر الصحي التي فرضت علينا بسبب وباء كورونا.. ومع التزام الجميع بالمنازل وعدم الخروج الى العمل، والمدرسة، والجامعة، وبسبب وقت الفراغ.. والقدرة على العبث بالوقت تفشت عادة السهر لدى افراد الأسرة ، وقضاء ساعات الليل على المتع الضارة التي لا تضيف شيئا مفيدا للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن أمام شاشة التلفاز وعلى الموبايلات والسهر حتى طلوع الفجر والاستيقاظ بفترة الظهيرة بمزاج سيئ وبالفحص الطبي يتضح أن هؤلاء الذين أصبح ليلهم نهار ونهارهم ليل أكثر عرضة للأمراض من غيرهم..
ولمعرفة أضرار السهر على الصحة.. ثورة أون لاين.. التقت الدكتور علي سلطان أخصائي الأمراض الباطتة و الحائز على شهادة البورد الأمريكي في الأمراض الباطنة حيث أوضح أن
السهر وقلة النوم ينجم عنهما العديد من المشاكل والأضرار التي تؤثر سلباً في حياة الشخص، وفيما يأتي بيان لأهم هذه المشاكل والأضرار:
– خطر التعرّض للحوادث: يُمثّل الحرمان من النوم خطراً كبيراً على السلامة العامة يومياً اثناء القياده في النهار على الطريق، حيث إنَّ النعاس يُبطئ وقت ردّ فعل الشخص أثناء القيادة بتأثير مشابه لما يفعله شرب الكحول، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ قلة النوم وضعف جودة النوم يؤدّيان أيضاً إلى حوادث وإصابات أثناء العمل.
– ضعف العمليات العقلية الأساسيه : يلعب النوم دوراً مهماً في عملية التفكير والتعلم، وتؤثر قلة النوم في هذه العمليات الإدراكية بعدة طرق؛ فهي تُضعف الانتباه، واليقظة، والتركيز، والتفكير، والقدرة على حل المشكلات، وتجعل التعلم بكفاءة أمراً صعباً، كما تجدر الإشارة إلى أنّ لمراحل النوم المختلفة أثناء الليل دوراً في دمج الذكريات في العقل، وإذا لم يحصل الشخص على قسط كافٍ من النوم فلن يكون قادراً على تذكر ما تعلّمه وجربه خلال اليوم.
– الإصابة بمشاكل صحية خطيرة: حيث يُمكن لاضطرابات النوم وقلة النوم المزمنة أن تُعرض الشخص لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، وقصور القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، ومرض السكري.
– الاكتئاب: يُمكن أن تُساهم قلة النوم واضطرابات النوم مع مرور الوقت في ظهور أعراض الاكتئاب ( Depression)، وتُشير الدراسات إلى أنَّ احتمالية إصابة الأشخاص الذين يُعانون من الأرق بالاكتئاب تزداد بمعدّل خمسة أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين لا يُعانون من الأرق، وتجدر الإشارة إلى قلة النوم غالباً ما تؤدّي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، ومن جانب آخر نُشير إلى أنّ علاج مشاكل النوم يُساعد على معالجة الاكتئاب وأعراضه، والعكس صحيح.
– شيخوخة البشرة: قد يؤدي الحرمان من النوم المزمن إلى إضعاف الجلد، وظهور الخطوط الدقيقة، والهالات السوداء تحت العينين، فعندما لا يحصل الأشخاص على قسط كافٍ من النوم يُصدر الجسم المزيد من هرمون التوتر الذي يُعرف بالكورتيزول (Cortisol)، ومن الجدير بالذكر أنَّ إفراز الكورتيزول بكميات زائدة عن المعدّل الطبيعي يُمكن أن يُحطّم الكولاجين (Collagen)؛ وهو البروتين الذي يُبقي البشرة ناعمة ومرنة، بالإضافة إلى أنَّ قلة النوم تؤدي إلى خفض مستوى إفراز هرمون النمو البشري، وهو الذي يُعزّز نمو الأطفال والمراهقين، ويُساعد على زيادة كتلة العضلات، وكثافة الجلد، وتقوية العظام مع التقدم بالعمر، وتجدر الإشارة إلى أنّه يتمّ إفراز هرمون النمو أثناء النوم العميق، ويُساهم هذا الهرمون بدوره في إصلاح الخلايا والأنسجة.
– النسيان: يُنصح الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على ذاكرة قوية بالحصول على الكثير من النوم، حيث تحدث الموجات الدماغية الحادة المسؤولة عن دمج الذاكرة، ونقل المعلومات المكتسبة أثناء أعمق مستويات النوم غالباً.
– السمنة: قد ترتبط قلة النوم بزيادة الجوع، والشهية، وربما السمنة، وفقاً للدراسات فإنَّ الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في اليوم، يكونون أكثر عرضة للسمنة بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين ينامون من سبع إلى تسع ساعات، وقد ركزت الأبحاث الحديثة على العلاقة بين النوم والببتيدات (Peptides) التي تُنظّم الشهية؛ حيث ترتبط قلة النوم مع انخفاض مستويات هرمون اللبتين (Leptin) الذي يُثبّط إشارات الشهية في الدماغ، وارتفاع مستويات هرمون الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin) الذي يُحفّز إشارات الجوع في الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنَّ قلة النوم لا تُحفّز فقط الشهية، بل تُحفّز الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات.
– زيادة خطر الموت: وجدت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين قلّصوا ساعات نومهم من سبع ساعات إلى خمس ساعات أو أقل في الليلة، كادوا يضاعفون خطر الوفاة من جميع الأسباب، خاصة خطر الوفاة المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية.
– التأثير في طريقة تعامل الشخص مع المواقف: قد تؤثر قلة النوم
في تفسير الأشخاص للأحداث، وهذا يضرّ بقدرتهم على إصدار أحكام سليمة؛ لأنّهم قد لا يُقيّمون المواقف بدقة، ولا يتصرفون بشأنها بحكمة، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض الأشخاص الذين يُعانون من قلة النوم يعتبرون قيامهم بالعمل رغم عدم حصولهم على القسط الكافي من النوم بمثابة علامة شرف، ويعتقدون أنّهم يتمتعون بصحة جيدة، لكنّ المتخصصين في النوم يوضحون احتمالية أن يكون هؤلاء الأشخاص على خطأ؛ حيث تُشير الدراسات إلى أنّه بمرور الوقت بدأ يشعر الأشخاص الذين يحصلون على ست ساعات من النوم بدلاً من سبع أو ثماني ساعات أنّهم تكيّفوا مع الحرمان من النوم واعتادوا على ذلك، لكن عند النظر إلى كيفيّة أدائهم فعلاً باختبارات اليقظة العقلية والأداء، فإنّها تستمر في النزول والانخفاض، ولذلك نؤكد هنا أنّ الحرمان من النوم يُفقد الأشخاص معرفة مدى ضعفهم أو تأذّيهم جسدياً بسبب قلة النوم.