ثورة أون لاين:
بين البطولة والشهادة.. التضحية والتحدي.. الثبات ومقارعة الموت من أجل كرامة سورية، تتوالى حقائق الصمود الأسطوري لأبناء شعب، يثمن الموت على أن تُطال عزة الوطن مقدّس الشهادة..
هذا ما قدّسه الشعب السوري على مدى تاريخه المشرق، وما نقله الفيلم التسجيلي “أساطيرٌ من لحمٍ ودم” الذي هو سيناريو وإخراج “وليد العاقل”.
يتضمن الفيلم مشاهد تسجيلية، وأحداث ولقاءات وشواهد على البطوﻻت الأسطورية التي قدمها الشعب السوري، وحاميه الأول الجيش العربي السوري.
تلاحقت الأحداث والمداخلات والمشاهدات الوثائقية، التي تُعلي كلمة الحق وتقول الحقيقة ضمن عوالم الفيلم. العوالم التي ازدحمت فيها وثائق شاهدة على عظمة التضحية والشهادة التي يقدمها شعبنا السوري، والجيش العربي السوري في معارك الكرامة..
حول الفيلم وعوالمه والعديد من محطاته، وحقائق من واقعنا الذي يقارب الأساطير، تحدث كاتب الفيلم ومخرجه “وليد العاقل” قائلاً:
“أساطير من لحم ودم” هو فيلم تسجيلي يحكي عن العزة والشموخ السوري، ومدته 95 دقيقة.
في السنوات الأولى من الحرب على سورية، جندت مطابخ السياسات القذرة كل جهدها، عسكرياً وفكرياً وحتى إعلامياً، من أجل تشويه صورة الجيش السوري العقائدي، ودفعت مقابل ذلك أموالاً تفوق ميزانيات دول لتوظيف كل ما يلزم لزعزعة عقيدة هذا الجيش الذي سطر بصموده ودمائه، ملحمة جعلته أسطورة للفداء في عين الأعداء قبل الأصدقاء..
وإذا كانت عشتار السورية آلهة الخصب، هي الأسطورة الأولى في التاريخ، فإن ما قدمه الجيش السوري البطل خلال هذه السنوات، بضباطه وصف ضباطه وجنوده، يستحق أن يخلد كامتداد لأسطورة عشتار ولكن كأسطورته من لحم ودم.
يبدأ الفيلم بتسجيل نادر بالصوت والصورة، للمغفور له “سلطان باشا الأطرش” القائد العام للثورة السورية الكبرى، يروي فيه بعض قصص البطولة التي سطرها السوريون دفاعاً عن استقلال بلدهم، ابتداءً من “يوسف العظمة” إلى المجاهد “صالح العلي” مروراً بثورة الشمال وقائدها “إبراهيم هنانو” وصولاً إلى ثوار دمشق والغوطة، وانتهاء بالثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الاطرش التي كللت جهود الوطنيين السوريين الأحرار بالنصر، وذلك حين تم رفع العلم العربي السوري احتفالاً بنيل الاستقلال.
في الجزء الآخر من الفيلم، كان للمخرج محطة مع حرب تشرين ومعركة جبل الشيخ عام ١٩٧٣.
المعركة التي تحدث عنها العميد “نايف العاقل” صاحب وسام بطل الجمهورية، والذي كان له شرف رفع العلم العربي السوري على مرصد جبل الشيخ حين كان قائداً للمجموعة الأولى التي اقتحمت مرصد جبل الشيخ وحققت بدمائها، نصر تشرين الذي هزم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر .
لقد أفرد العميد البطل “نايف العاقل” معظم صفحات الذاكرة لتوثيق يوميات حرب تشرين الذي كان شاهداً حياً على أحداثها بالتفصيل .
بعد هذا، تأخذنا أحداث الفيلم لأسطورة صمود الجيش العربي السوري في سجن حلب المركزي، نقلها الرائد المهندس البطل “فارس السعدي” الذي وثق عشرات حكايا الصمود والتضحية .
أما عن أسطورة “مطار كويرس” فكان لأسرة الفيلم محطة مع أحد أبطاله، وهو الشهيد الحي العميد الطيار “أدهم أبو خير” الذي فقد رجله في معارك المطار، فقام بزرعها في أرضه لتكون شاهداً على الصمود الأسطوري لحامية المطار من ضباط وصف ضباط وأفراد صمدوا على مدار ٩٩٩ يوماً. صمدوا بوجه أعتى هجمة شرسة لقطعان داعش والنصرة، وحافظوا على المطار كأرض سورية محرّمة على أعدائها، وبالفعل استطاع المخرج توثيق أحداث ويوميات ستبقى مفخرة وأسطورة على مر الأجيال .
ينتهي الفيلم بقيام الضباط الثلاثة أبطال الفيلم والشهود على التاريخ، بتسليم أحد الفتيان صندوقاً خشبياً مرصعاً، يضعونه أمانة بيد الجيل الجديد. يقوم الطفل بفتح الصندوق الأمانة، فيجد بداخله علمنا المفدى ورمز استقلالنا. علم الجمهورية العربية السورية.. يحمله على سارية ويركض به فوق صهوة فرس أبيض عبر الوديان والجبال باتجاه الشمس، على خلفية صوت الوصية التي تركها الضباط الثلاثة أبطال الفيلم لجنود الوطن الميامين.. جنود بلد الحكايات والأساطير. سورية المنتصرة على كل يدٍ آثمة تحاول النيل من شموخها.. سورية وطن الخائف، وبيت أمان كل من فقد بيته..
آنا عزيز خضر