إفتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
بالأمس، سقطَ الطغاة، أُجبروا على الرحيل، فَككت بطولات شعبنا وتضحيات أبطاله كل المُعادلات الاحتلالية، الاستعمارية التي استهدفت الوطن، العرب كأمة، وثقافة وحضارة وحضور.
اليوم، ما الذي يجري؟ هل تَراجع الطغيان، أم ارتدع الطغاة، أم فقط تَبدلت الأساليب والأدوات؟.
في الواقع لم تَختلف الغايات والأهداف التي تُحاول منظومة العدوان مُلاحقتها على مدار الساعة بالإرهاب السياسي، بالحرب النفسية، بالكذب واستخدام فَوائضه، بالحصار والإرهاب الاقتصادي، بوهم القوّة، بالمال النفطي القذر وبكل الأدوات الأخرى يُحاول الغرب المُتصهين بالقيادة الأميركية تَحصيل شيء مما جرى التخطيط له.
إذا كان يَجري الحديث عن استهداف مُبرمج للأمة، وعن مُخططات هي كذلك بالفعل وُضعت بعناية، رُسمت لها المسارات للتحرك عليها، وأُعدت المحطات للانتقال عبرها، فهل تتحمل مُكوناتها مسؤولية الدفاع والصد والتصدي؟ أم تقوم بذلك سورية وحدها بالإنابة عن الجميع؟.
هل ينبغي أن يتوقف السؤال عند حدود عرض الحقيقة وكَفَى؟ أم يجب أن يُقال ما ينبغي قَوله؟ وتحديداً لجهة تَعرية دور الأعراب في مُخطط الهَدم والاستهداف، أي لم يَكتفِ هؤلاء بالاستقالة، ليَلعبوا الدور المُدمر، بل ليكونوا الأداة الرخيصة بيد العدو كما كانوا دائماً.
في عيد الشهداء، لا يكتفي السوريون باستحضار التاريخ، ليُمجدوا، وليُجددوا العزم على المواجهة والدفاع حتى تَرتفع رايات الأمة عالياً، وإلى أن تَعلو شارات النصر الأعظم، بل يقوم كل واحد فيهم بما يُمليه عليه الواجب والضمير الحي في سورية أبداً، ليُقدموا الإجابة عن جميع التساؤلات، أهمها: لماذا يَستنفد الأعداء بالمنظومة إياها وعلى امتداد محور الشر كل الأدوات باستهداف سورية؟.
يُؤشر ذلك – قولاً واحداً – إلى حجم الهدف، لكنه في الوقت عينه يُؤشر إلى عظمة السوريين، قوة إيماناً وإرادة، كطرف يتصدى بالإنابة عن الأمة، يَدفع عنها، ويَنتصر، يُمزق مُخطط الاستهداف ويُفشله، وإن الحرب الكونية التي واجهها السوريون بالصلابة والإيمان 9 سنوات ربما تقدم الدليل الجديد على أصالة سورية، ثباتها على المبدأ وقوتها في الدفاع عنه.
مرة بعد أخرى تُثبت سورية أنها عصيّة، بل إنها قادرة مُقتدرة على حماية الأمة بأكملها وليس فقط على حماية ذاتها، ولذلك ربما بدا واقعياً أن يَتعاظم حجم الحشد والتحشيد العدواني ضدها ليتناسب معها كهدف سيبقى مُستحيلاً على الغرب ومُعسكر العدوان بُلوغه، بل سيَسقط كل مشروع غربي عثماني أو صهيوأميركي على أسوارها.. لاحظوا أنّ مشروع إسقاط سورية ينتهي اليوم باستحقاقات مُهمة قد يَسقط معها النظام العالمي الرأسمالي!.
سترفع سورية شارات النصر الأعظم قريباً، لكن ليس قبل أن تَجعل الغرب وكل المُلتحقين بالمحور الصهيوأميركي يتعرفون مكامن قوتها التي أخفقت منظومة العدوان معها مرتين، مرّة عندما فشلت باكتشافها وفهمها، والأخرى عندما أخفقت بضربها واستهدافها..
سورية تنتصرُ بهذه الأثناء، تَصنع التاريخ، تَكتبه مُجدداً كما يَليق به، وكما ينبغي له أن يُكتب.. المجدُ والخلود لشُهدائنا.