لا يكاد يمر يوم وخصوصاً في شهر رمضان إلا والعديد من الرسائل التي تصل الى “جوالك” تدعوك للاشتراك في مسابقة ما، وتضمك إلى قائمة المحظوظين لاختيارها رقمك، وما عليك لتكون واحداً من هؤلاء إلا ارسال رسالة بـ 100 ليرة سورية فقط لا غير.
للحظات تعتقد أنك ربحت وابتسم لك الحظ، وسرعان ما تختفي هذه السعادة الوهمية عندما تكتشف أن الكسب السريع والوفير لا يأتي بكبسة زر، وتلك الرسالة تجر وراءها العديد من الرسائل التي تضمن أسئلة عليك الإجابة عنها ومراحل كثيرة يجب اجتيازها، ومن بعدها.. لعل وعسى الكمبيوتر يختار رقمك للدخول في المسابقة النهائية… وقد تسقط في هوة اليأس والاستسلام للحظ العاثر وتتبعثر أحلامك على صخرة الواقع. غزارة رسائل للمغامرة أملاً بحظ سعيد تقلق راحتك وتعلق آمالك على الوهم.. تسرق وقتك.. يضجر منها البعض و«يطنشها»، والبعض الآخر يدمن الاستجابة لها.
بالمقابل ومن وقت لآخر، تصلك رسائل تبعث حس المسؤولية وتنمي الوعي، رسائل تنبيه وتحذير من مخلفات الحقد والارهاب، من متفجرات وألغام غلفها المنهزمون من أرض بلدنا بأشكال وألوان تغري أطفالنا للمسها والتقاطها، لتلحق بهم أشد الضرر الجسدي من خسارة لعضو أو أكثر، وقد تودي بهم إلى الموت.
رسائل توعوية للحفاظ على حياتنا وحماية أطفالنا، وجهود جبارة من جهات مختصة لإبطال مفعول هذه المخلفات.. تطمئن أنك في عين الاهتمام والعناية والرعاية.. ويجب أن تتلاقى مع رسائل توعوية أسرية، هي خط الدفاع الاول لمواجهة أي خطر.
عين المجتمع- رويدة سليمان