ماذا يحمل مايك بومبيو في حقيبة سفره الأولى مابعد العزل!؟..وزير الخارجية الأميركي يقفز فوق آلاف الجثث في بلاده ليقدم الهدايا لإسرائيل ..ومزيداً من الخراب للمنطقة.
الرحلة الأولى في الوباء لم تنتظر أكثر ..تكسر الحظر ..لأجل القتل والاغتيال والإجهاز على سلام المنطقة في سرير احتضاره ..لأميركا دائما التذكرة الأولى نحو الدمار في الشرق الاوسط ..
من قال إن العالم سيتغير مابعد كورونا؟! ..واشنطن هي ذاتها لاتتبدل..لذلك إن جاءنا بومبيو من وسط العزل الدولي ليصفق لتشكيل الحكومة الاسرائيلية فتبينوا أن القضية أكبر ..
فترامب حمله- اي لبومبيو- في جيوبه أعواد ثقاب سياسية ليشعل المعركة مجدداً من خرائط صفقة القرن وضم الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغور الاردن..وحدد له ميعاد الرحلة الى فلسطين المحتلة في ذكرى هزيمة إسرائيل في الجنوب ..
في منتصف أيار ..تمزق إسرائيل رزنامتها منذ عشرين عاماً وتنام في ليل هزيمتها كالذئب بعيون مفتوحة على شهية الانتقام ..لم تبلغ غايتها يوماً لذلك يأتيها ترامب في توقيت فزعها ليقدم هذه السنة بمهرجه بومبيو عرضاً جديداً يؤنس وحشتها ..
بومبيو جاء يستأنف عرض العضلات السياسية الاميركية في الشرق الاوسط …بعد حجر كورونا …يحاول إمساك الخيوط التي أفلتت ماقبل الوباء وليس بعده..لذلك يوجه رسائل الحرب إلى إيران ومحور المقاومة ..
تسيل الشهية الأميركية معها والإسرائيلية لحرب في المنطقة تنقذ موقف نتنياهو الداخلي وترضي ترامب في انتخاباته المقبلة …تسيل بقوة لكنها المقامرة التي لاتجرؤ واشنطن عليها ..رغم كل تهور ترامب ..
فالنتائج محسومة بملامح إصرار محور المقاومة وخيبة أصدقاء أميركا في الخليج الغارقين بكساد النفط وإفلاس الخزينة ..النتائج محسومة…في سورية التي ضحت بدماء شهدائها لتكون المنتصرة وصاحبة السيادة على أرضها ..النتائج محسومة في اليمن التي كسر عودها المقاوم حزمة التحالف السعودي ..النتائج تعرفها إسرائيل وأميركا اللتان اختبرتا إيران كثيراً فكانت هاجس خوفهما حتى اللحظة.. النتائج محسومة ولن يمسح بومبيو بزيارته من رزنامة التاريخ ماكان في هذا التوقيت .. فذكرى الانتصار في أيار لنا ..لمحور المقاومة الذي بزغ من فجر هذا اليوم ..وأثبت أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت من قال إن العالم قد يتغير مابعد كورونا …
عزة شتيوي