لا ضير أن نبحث عن البدائل عندما نتعرض لظروف قاهرة تعيق طموحاتنا، وهذا ما فعلته الدراما السورية، ولكن هل تحقق ما كانت تصبو إليه، أم إن ثمة شروطاً وقيوداً كان عليها أن تخضع لها لتحط أقدامها من جديد على دروب الصناعة الدرامية بما تحمله من مقومات: «النص، الممثل، الإخراج»..؟.يبدو أن لكل شيء ضريبته، فسحر المال المتدفق من شركات الإنتاج، وبريق الشهرة على دروب النجومية، وعناوين هي في أحسن حالاتها نسخ مشوهة لحالات اجتماعية مترفة، وكأن مجتمعاتنا خلت من أي قضية اجتماعية أو تاريخية أو حتى وطنية، ما خلا بعض الأعمال التي حاولت أن تلامس هموم المواطن التي أظنها تتشابه في مجتمعاتنا العربية.
لا ننكر على صناع الدراما قصص الحب والعشق، ولكن لتكن ضمن قوالبنا المحلية من القيم والأخلاق، وبما يتماشى مع عاداتنا وبيئتنا وثقافتنا، ولا ننكر أيضاً الرفاهية في سبل العيش من اللباس والسكن والسيارات الفارهة، ولكن لنتذكر أن في الجانب الآخر من يعاني الفقر وشح الحياة، فليست الحياة تكمن في قصور الأغنياء ومكاتبهم التجارية وثرواتهم الطائلة.
عندما نتابع بعض المسلسلات على الشاشات العربية وقد تربع نجومنا السوريون على عرش أعمالهم، نكاد لانصدق مهارتهم وحضورهم الآسر، ولكن في الآن نفسه نكاد لا نتعرف عليهم، وقد لبسوا لبوساً لا يشبهنا في عالم هوليوودي بعيداً عن قضايانا وهمومنا، ولسان حالنا يقول: “أعيدوا لنا درامانا المحلية بصدقها وعفويتها.
الدراما هي مرآة المجتمع ووثيقة تاريخية مهمة للأجيال القادمة، فلنحرص على أجيالنا ونحصنهم بثقافة درامية تليق بسورية وتليق بتاريخ درامي لايزال يسطع نجمه في سماء الفضاءات العربية جميعها.
رؤية – فاتن أحمد دعبول