من توظيف واستغلال واستثمار أميركا المرتزقة الإرهابيين في الميدان ضد الشعب السوري من أجل مصالحها الخاصة وأطماعها العدوانية إلى محاولاتها الجديدة باستغلال، واستثمار فايروس وباء كورونا المستجد صحياً ضد هذا الشعب كوجه آخر من أوجه الحرب الإرهابية والاقتصادية التي تعتمدها.
فأميركا المريضة وجدت في كورونا أداة أخرى لممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية والصحية والسياسية على سورية ضمن إجراءاتها الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وبما يتناسب مع الوجه الأميركي شديد القباحة تجاه أدنى حقوق الإنسان وهو صحته التي تشكل الأساس للحياة ونبضها.
من هنا.. من هذا الإرهاب الصحي تستمر واشنطن بممارسة المزيد والمزيد من إرهابها، كمحاولة خبيثة لخنق الشعب السوري بمنعه من تأمين مواد ومستلزمات أساسية لمواجهة هذا الوباء، الذي لا يفوقه خطرا وفتكا بالأرواح إلا الدموية والوحشية الأميركية التي لا تكترث أبدا للحياة الإنسانية وهو ما يتناسب مع السياسة الأميركية التي لا يهمها إلا لغة المال الصرفة وما عداها فلا يشكل قيمة إضافية لها.
أما تبجح إدارة ترامب حول مزاعم بمساعدات إنسانية للشعب السوري، فما هي إلا ترويج وتضليل وتجميل إعلامي وتصوير أجوف ينافي الحقيقة التي تؤكد أنه نفاق للاستهلاك الآني، وهروب من الفشل الصحي الذي يلاحقها في عقر دارها، ومساعداتها المزعومة تلك فهي ليست إلا للإرهابيين المرتزقة، كي يبقوا حبلهم الإجرامي مستمراً لمواصلة أمد الاستثمار بحربه على سورية.
وسط إرهاب الحياة الذي يمارسه ذاك الأميركي ضد الشعب السوري، لا يزال الأوروبي يختبئ تحت ذات العباءة العدوانية، ويده لا تظهر لأنها مقطوعة ومباعة للنخاس الأميركي، وتصريحاته التي انطلقت بعيد بدء جائحة كورونا ما هي إلا زوبعة في فنجانه اللا إنساني الأجوف، وقد ردت عليه سورية مباشرة بتصويبها حقيقة دوره في النفاق الذي يتلبسه لتجميل صورته، عبر تأكيدها على دوره في تكريس هذه الإجراءات الاقتصادية اللا أخلاقية، وهو ما ظهر أيضاً بمنع الطائرات السورية من نقل السوريين الراغبين بالعودة من مطارات الغرب.
هذه العقوبات الجائرة بكل قباحتها ووقاحتها لن تمنع السوريين من تطويعها أمام إرادتهم التي نطقت بالأمس حبهم للحياة والعمل عبر مشاهد حية على امتداد ساحات الوطن.. هنا درس سوري آخر يؤكد لآلة الحرب أن حياة السوريين لا يمكن أن تقهر رغم الصعوبات.. هنا شعب بحيويته يحمل زناداً رديفاً للجيش العربي السوري لمواصلة مكافحة الإرهاب بكل أشكاله.. هنا الحقيقة التي يحاول ترامب وإدارته وأسلافهم أن يغتالوا إرادة الحياة، لكن الشعب السوري يستمر بإفشالهم مهما صعدوا ورفعوا مستوى جرائمهم.
حدث وتعليق- فاتن حسن عادله