تميط العقوبات الاقتصادية الغربية الجائرة المفروضة على الشعب السوري اللثام عن الوجه الأكثر بشاعة وقذارة للعالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، ليس هذا فحسب، بل إنها بتوقيتها وتداعياتها اللا إنسانية تؤكد حقيقة السياسات الإرهابية التي تنتهجها تلك الدول لإعادة احتلال واستعمار شعوب المنطقة وسلبها حريتها وكرامتها ونهبها خيراتها وثرواتها، لاسيما وأنها التي تدعي و تتشدق بحرصها وخوفها على الحريات والديمقراطيات وحقوق وحياة الانسان.
فالعقوبات الاقتصادية الغربية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية من قبل الإتحاد الأوروبي بقرار وضغط أميركي، لا تفضح رياء وزيف ووحشية الغرب، بقدر ما تضع العالم مجدداً أمام حقيقة اهتراء وخداع الشعارات الرنانة التي رفعتها حكومات تلك الدول لاحتلال الشعوب والسيطرة على إرادتها وسيادتها، وبالمقابل تعكس في أبعادها تبعية فاضحة ومذلة لدول الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة.
في أبعاد القرار الغربي ضد الشعب السوري، هناك محاولة أميركية جديدة لتقويض وتشويه انتصارات الدولة السورية على الإرهاب، كجزء من المحاولات المحمومة لإدارة ترامب للعبث بالقواعد، والمعادلات المرتسمة بهدف العودة بالأمور الى المربع الأول، أو على الأقل إبقاء حالة الحرب والفوضى قائمة على اعتبار أن ذلك يمكنها من استكمال مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية.
تبقى الإشكالية في الفهم الأميركي العقيم لحقيقة وطبيعة الشعب السوري الذي لم ولن يرضخ وهذا ما أثبتته سنوات الحرب والصراع الطويلة مع قوى الطغيان والشر، وهذا الأمر تحديداً، أي الجهل أو التجاهل الأميركي المقصود والمستمر للواقع المرتسم على الأرض بمعادلاته وقواعده التي باتت متجذرة في عمق المشهد، ليس من شأنه أن يراكم ويضاعف الهزائم والإخفاقات الأميركية في المنطقة فحسب، بل من شأنه أيضاً أن يشرع الابواب على كل الاحتمالات والخيارات التي يعرف الأميركي ومعه أدواته وشركائه جيداً أنه ليس بمقدورهم تحمل نتائجها وتبعاتها التي سوف تكون وبالاً عليهم.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي