تعمل وزارة الصحة على تجهيز مراكز الحجر الصحي لاستيعاب الأشخاص وخاصة القادمين من خارج القطر، وتوفّر الرعاية الصحية والفندقية المناسبة والتي تؤكّد أنها مجانية بالكامل، وذلك في ضوء متابعة مستجدات انتشار وباء فيروس كورونا المستجد عالمياً وإقليمياً ومواصلة الاستجابة عبر رصد الحالات المشتبهة ورعاية المرضى ومتابعة الإجراءات الاحترازية للتصدي للجائحة.
يتم تنفيذ الحجر الصحي والعزل الصحي ضمن التدابير المتخذة لاحتواء ومنع انتقال الأمراض المعدية، وتهدف إجراءات الحجر الصحي للاطمئنان على صحة الأشخاص والتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا ومنع انتقال هذا الفيروس في حال إصابة أحدهم فيه إلى أهله وذويه والحفاظ على الصحة العامة في البلاد.
إن الصورة الذهنية لأغلبية الأشخاص عن مراكز الحجر والعزل الصحي غاية في السلبية وينظر إليها البعض باعتبارها خطراً أكيداً على صحتهم، وقلة الوعي لدى قلة قليلة قد تعطي صورة خاطئة وربما مضللة عن الوضع والإجراءات الصحية في المراكز، وهنا نتحدث عن نقص في ثقافة التوعية لهذه المراكز الصحية.
هناك مشكلة لدى البعض تتعلق بغياب الوعي وغياب تجربة التعامل مع مشكلة طارئة وكبيرة مثل فيروس كورونا.. فمن المؤكد أن الأطباء والممرضين وسائر أفراد المنظومة الصحية هم خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس.. والمؤكد أكثر.. أنهم بذلوا جهوداً غير طبيعية وبطولية حتى الآن شهد لهم بها الجميع من خلال عملهم ومتابعتهم لكل الأشخاص في مراكز الحجر والعزل.
جوهر التوعية الصحية هو أن مرض كورونا المستجد خطير ومعدٍ لكن مهمة الكوادر الطبية علاج مثل هذه الحالات والعمل على التوعية المستمرة، ولعل الملاحظة الجديرة بالانتباه هي أن أغلبية حالات الوفاة حتى الآن إما أنها لم تذهب أساساً للمستشفيات ومراكز الحجر والعزل، أو ذهبت في اللحظات الأخيرة.
تمكّنت سورية حتى الآن من الحفاظ على الثبات الوبائي وضبط انتشار العدوى.. ولكن لا يمكن تبنّي أي توقعات حول توقيت الوصول لمرحلة الأمان، لذلك على المواطنين الالتزام المتواصل بالتدابير الاحترازية وعدم التهاون فيها.. ولو تمكّنا من تثقيف وتوعية أفراد المجتمع بالمعلومات الضرورية والصحية، فسوف تختفي معظم المخاوف والشكاوى التي يتحدّث عنها البعض، وتجعلهم يحيدون عن التوجه إلى المشافي والمراكز الصحية.
أروقة محلية – عادل عبد الله