مما لاشك فيه أن للصحف الورقية دوراً ليس عادياً عبر السنين، فهذه الصحف ضمت خبرات مهمة، وخرّجت من أروقتها كتاباً وشعراء وأدباء لهم أسماؤهم وحضورهم داخل سورية وخارجها، وقد كانت وماتزال عنواناً وطنياً مهماً، ورسالة تنويرية تؤرخ وتوثق لأهم القضايا، مناصرة لهموم المواطن، ومحافظة على دورها الأصيل كمنابر وطنية قادرة على إيصال صوت الشارع لأصحاب القرار وخلق حالة التوازن بين الحكومة والمواطن.
مانريد قوله أن الوباء الذي أصاب العالم برمته (كورونا) أبعد هذه الصحف لمدة قصيرة ضمن الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السورية، واستعاض السوريون خلال هذه الفترة العصيبة بمواقع التواصل الاجتماعي (اونلاين) وقد أثبتوا أن جهودهم لم تنوس أو تعرف التوقف، بل كانوا كخلية نحل كلّ من مكانه يعمل ويعطي، متناغمين مع هذا التطور ومتابعين للتطورات المتسارعة، مع المثابرة على تقديم معايير قادرة على جذب أعداد كبيرة مهتمة بمتابعة وقراءة كل ما هو حديث وجديد في عالم الإعلام.
رغم ذلك كله لا يمكن لأحد أن ينكر سحر الصحيفة الورقية التي ينتظرها القراء في كل صباح، فهي تعبير عن طقوس يومية وعلاقة قديمة متجددة، لايمكن الابتعاد أو التخلي عنها.
نعم .. لسنا بحاجة لكثير من الجهد لنتحدث عمّا صنعته تلك الصحف، فتاريخها يشهد، ويفصح عن دورها الوطني وعن أمانتها وموضوعيتها في نقل هموم المواطنين والمجتمع … لكن في المقابل لا يمكن أن ننكر أننا جميعاً كصحفيين وكتاباً، تواقون لعودتها بعد هذه الأزمة الصعبة.
سننتظر عودتها بشغف, فصحفنا الورقية ستبقى نبضنا وحضارتنا وأرشيفنا الذي نعتز ونفخر به , وستبقى باختصار هوية الوطن والمواطن .
رؤية – عمار النعمة