في سياق استثمار زمن التردي والتقهقر الحاصل في المنظومة الدولية، نتيجة سياسات واشنطن الخارجة على كل قانون وشرعية، حط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رحاله في فلسطين المحتلة، ضيفاً عند شركائه بالإرهاب والإجرام، الثنائي نتنياهو وغانتس، حاملاً معه رؤية رئيسه دونالد ترامب الذي خرق كل الأعراف السياسية والقانونية، بما فيها الأميركية نفسها.
ولم تخرج زيارة الوزير بومبيو من إطارها اللافت، كونها أول زيارة خارجية له منذ إغلاق الولايات المتحدة بسبب وباء كورونا الذي قتل عشرات الآلاف من الأميركيين، نتيجة استهتار إدارة البيت الأبيض بخطورة الوباء على الحياة البشرية في الولايات المتحدة والعالم ككل، وتركيز كل جهودها على توجيه الاتهامات للخارج، وخاصة الصين ومنظمة الصحة العالمية.
وبدلاً من أن يسارع ترامب إلى دعم الفلسطينيين في مواجهة الجائحة التي تهدد حياة الملايين منهم، لقلة الموارد والوسائل الطبية التي تستخدم للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، بسبب الحصارات التي تطبقها عليهم سلطات الاحتلال الصهيوني، راح الرئيس الأميركي يسابق زمن الانتخابات الرئاسية لتنفذ خططه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في إطار صفقته القذرة، موفداً وزير خارجيته لإعلان كامل دعمه لمشاريع ضم المستوطنات والأغوار التي يخطط لتطبيقها كأمر واقع، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه الجديد بني غانتس.
ولم يستوعب الأميركي ومعه الإسرائيلي بأن الأرض لأصحابها الحقيقيين، مهما بلغ فائض القوة التي يمتاز بها الاحتلال وداعميه في الولايات المتحدة، لأنه في النهاية سينتصر الحق على الباطل، وستواجه الحجارة بيد الطفل الفلسطيني كل أدوات القتل والإرهاب والتدمير الصهيوني، وستعلن هذه الحجارة للقاصي والداني أنها الأقوى أمام رشاشاتهم ومدافعهم وطائراتهم، وأنها ستكون متفجرات قاتلة وألغام تحت أقدام كل من يدنس تراب فلسطين الطاهر.
وعلى بومبيو ومن ورائه ترامب وقبلهما كل القتلة الصهاينة، أن يقتنعوا بأن الجندي الذي قتل أمس بحجارة الفلسطيني بقرية يعبد قرب جنين ليس الأخير، بل سيلحقه الكثير من القتلى ما دام الاحتلال قائماً، وطالما بقي فلسطيني واحد يعيش على أرض فلسطين العربية، فهل وصلت رسالة الحجارة المقاومة؟.
نافذة على حدث – راغب العطيه