باتت تبدو كخلفيات، يمكن التخلص منها، وربما نبدو متشددين حين نؤكد أننا نفتقد القيم الجمالية، وقد نجد مريدين كثر يؤيدون أن لكل عصر قيمه.. وما نعيشه من انحدار.. إنما فلسفة معاصرة..!
وما بين الرأيين..تتوه الذائقة…!
ولكن ليست أي ذائقة، إنها تلك الفتية، التي لم تتمرس، أو تتلمس الطعم الحقيقي، وباعتبار أننا في موسم درامي، فلا ضرر أن نركز على النكهة الدرامية… ولكن تلك التي تطبخها المحطات، ولا ترينا سواها..
لماذا..؟
لأن لها معاييرها، بعيداً عن آلية تحليل العمل، وتقييمه ضمن مفاهيم وشرطية اللعبة الدرامية التي ينتمي إليها، ومع ذلك أغلبية صناع الدراما مرتهنون لتلك المعايير، حتى إن رفضوها ضمنياً، فإنهم بالنهاية يقبلون عليها مهللين ما أن تقترب ناحية نتاجهم، بل ويعتبرون أن الحظ واتاهم، لتبنّي تلك المحطات أعمالهم..!
هل نلومهم..؟
في ظل غياب البديل الند، ألا نبدو غريبي الأطوار، ونحن نعاند كل هذا الدفق من الفيضان الفني، الذي يحاكي أنماطاً بعينها لفترة، ويركز على نجوم بذاتهم، وشيئاً فشيئاً، تهمش الأنماط الخارجة عن سياقاتهم، ليصبح رائجهم.. الذائقة الفنية الوحيدة..؟!
بالتأكيد الرائج لا يأتي بين ليلة وضحاها… على مهل.. وبجرعات مدروسة، تقدم من دون استعجال وبذكاء وحرص… بحيث تعتاد ذائقة المشاهد أنواعاً معينة، وقد لا يفكر بتغيير القناة.. ومع أننا ننتقد تلك الأعمال، ولكننا في نهاية الأمر.. نتابعها أيضاً..
ولكن هل تؤثر بنا..؟
الأمر يختلف بين ذائقة وأخرى، بين وعي وآخر.. من اعتاد ذهنه العراك الفكري والفني، لن تطوله…
ونحن نعيش هذا الحصار والتردي والتسطيح اللانهائي… مع الاستمرارية في تهميش الأعمال المهمة، هل تبدو الانحيازات بريئة…؟
وحتى في حال تراكمت آراء ضدية، هل ستأخذ مجراها الاعتيادي في التغيير وهي لا تمتلك أدواته..؟!
من بعض الفيروسات تتوالد أخرى ربما أشد خطورة.. ومع كل هذا الفضاء المفتوح على أنماط درامية تمنهج التسطيح، ألا تشبه تلك الفيروسات المتطايرة هنا وهناك…!
ورغم ذلك فإنه لا خوف من كل هذا التردي.. فما نعيشه من إنترنت متسارع، وفيضان معلوماتي قد تتمكن يوماً من دفن التسطيح.. انتقالاً إلى مرحلة لا ندري من سيحكمها..؟!.
رؤية- سعاد زاهر