أيام قليلة ويحتفل السوريون بعيد الفطر السعيد, ولاشك أن هذه الأيام لاتشبه أيامنا الماضية حيث كان للعيد طعم خاص, ونكهة تميز بها السوريون عبر السنين . إلا أن الأمل يظل مسيطراً عليّنا ويجعلنا نصرّ على البقاء في دائرة التفاؤل، وانتظار الخير وتحقيق الأحلام.
نعم .. استطاع فيروس كورونا أن يزرع المخاوف في دواخلنا، ويغير نمط حياتنا التي اعتدنا أن نعيشها حيث الألفة والتجمعات العائلية والمحبة التي اشتهر بها السوريون دون سواهم.
وهنا نتساءل: هل يمكن للخوف أن يهدم الجدران الثابتة لدينا؟
صحيح أن شعور الخوف يتضاعف ويتعمق بدواخلنا أكثر وأكثر، مدركون أن هذا الفيروس هو عدو خفي لا تراه العيون يتسلل إلى الأجساد فينهكها, لكن من جانب آخر استطاع السوريون التعايش مع هذا الوباء وربما سينتصرون عليه, بإرادتهم الكبيرة … مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وشروط السلامة.
لا ننكر أننا كثيراً ما نتحايل على ذاتنا ونحاول أن نشغل أنفسنا بتفاصيل لم تكن يوما ذات أهمية بالنسبة لنا، لكنها إرادة الحياة التي يجب أن تسير وتعطي , فالسوريون خلال سني الحرب صمدوا بطرق رهيبة, وبإرادة لايعرفها إلا من عاش هذه الحرب وتفاصيلها الموجعة .. وبالتالي هذه المعركة الجديدة لابد من أن تقودنا إلى الأفضل وتعلمنا مدى أهمية الحياة التي كنّا نعيشها ونقدّرها.
لن نحمّل فيروس كورونا المسؤولية للتغير الكبير الذي تشهده أيامنا, فالنجاح والعطاء لن يتحقق إلا إذا آمنا بأهدافنا التي وضعناها, وقمنا بتنفيذها لتصبح واقعاً حقيقياً في المستقبل.
دعونا نتذكر أن لحظات العمر سريعة وخاطفة, إن لم نستغلها بالعطاء والحب والفرح والإنسانية… فكل عام وأنتم وسورية بألف خير.
رؤية – عمار النعمة