ثورة أون لاين- باسل معلا:
أصابني حزن كبير وغضب بعد أن اطلعت على خبر حرق مئات الدونمات من القمح في المنطقة الشرقية من القوات الأميركية التي أطلقت بالونات حرارية ساهمت في هذه الخسارة الكبيرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يتمثل في أنه هل من المعقول أنه حتى اللحظة ثمة من لا يدرك حقيقة ما يجري…؟
الولايات المتحدة الأميركية ومن يلف لفيفها مازالوا مصرين على إلحاق أكبر الأذى بالاقتصاد السوري، بهدف التضييق على السوريين بلا استثناء لجعل المعاناة أشد قسوة بمختلف الوسائل التي بدأت بالحرب على سورية، ومروراً بفرض عقوبات اقتصادية صارمة، وليس انتهاءً باستهداف مباشر للمحاصيل الإستراتيجية التي تعبر عن الصمود.
هذا الكلام يأتي في الوقت الذي بدأنا فيه نتلمس حالة امتعاض لدى البعض من الغلاء في الأسواق بعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية المقصود والممنهج لضرب صمود السوريين، واستهداف ثقتهم بالدولة التي دافعت عنهم في وجه اعتى قوى الإرهاب التي لم تواجهها دولة من قبل…
البعض أصبح يتذمر من كثرة الكلام في الموضوع، ويعتبر أن هذا الطرح يأتي بهدف تغطية تقصير بعض الجهات، وربما يكون ثمة منطقية في هذا الطرح، ولكن أليس كل ما يجري سبباً في ما نمرُّ فيه حالياً من صعوبات وتداعيات علينا أن نتذكر دوماً نقطة البداية والأسباب..
الجدير بالذكر أن الجهات المعنية توقعت استهداف أعداء سورية لحقول القمح والشعير، وهو أمر ليس بجديد، فطوال سنوات الحرب شهدنا الكثير من التدخلات سواء من الدول الداعمة للإرهاب أم من أدواتها على الأرض للموسم، ما يجعلنا نذكر بأصل المشكلة لندرك أن هؤلاء لن يتركوا طريقة ولا وسيلة لجعل الأمور أصعب والمعاناة أعقد، وخاصة بعد ما ثبت لهؤلاء أن الحسم العسكري أصبح حلاً بعيد المنال بعد انتصارات أبطال الجيش العربي السوري، ما اضطرهم للجوء لأساليب ملتوية تفوح منها رائحة الخسة.
يجب علينا كسوريين ألّا نضيع البوصلة، وأن نتذكر أصل كل شيء، وبعدها أن نلتف حول قيادتنا ونمنحها الثقة المطلقة.