من تورا بورا إلى الدوحة

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علـي قــاسـم: رغم التسريبات والمعلومات الموثقة عن العلاقة المزدهرة بين مشيخة قطر وتنظيم القاعدة، فإنه كان من المبكر – كما اعتقد البعض- أن تصل هذه العلاقة في طورها الأخير إلى فتح مكتب لطالبان في الدوحة،

وأن تكون العراب لمفاوضات الأميركي معها، حيث تعيد الى الأذهان ما فعلته يوم احتضنت مكتب الاتصال الإسرائيلي، وباتت العراب لنفاذ اسرائيل إلى الداخل العربي.‏

لا تكفي المفارقات السياسية بأبعادها المختلفة لتفسير السلوك القطري، ولا لفهم حدود وعوامل صناعة القرار داخل المشيخة القطرية التي ظلت على الدوام تنسج في الخفاء أدوارها، وغالباً ما تنجزها خارج الأضواء، وداخل الغرف المغلقة، لتختار لاحقاً تاريخاً تضيع فيه الأحداث وتتشعب، بحيث يمرّ القرار دون أن يحدث ذلك الضجيج.‏

قرار الإفصاح القطري عن هذه العلاقة، لم يكن موفقاً في التوقيت ولا في الطريقة التي دفعت بالحكومة الأفغانية إلى المسارعة لإعلان اعتراضها بتعليق اتفاقها الأمني مع واشنطن في موقف احتجاج على الأصابع الأميركية التي تقف خلف الطبخة القطرية.‏

وفي التوقيت.. جاء في لحظة لم يكن العالم قد استعدّ بما فيه الكفاية للمهادنة مع تنظيم القاعدة، رغم مفردات المصالحة معها في الخفاء والعلن، ويجد صعوبة واضحة في هضم وجودها، حتى لو أنها جاءت أكثر من مرة داخل أجندات الغرب الذي لم يبدِ السخط من حضورها، وربما تعمّد ذلك!‏

الترتيب القطري هذه المرة أغفل جملة المتغيرات الأخيرة التي اقتضت في كثير من الأحيان تعديلاً في ترتيب الأولويات، بما في ذلك التفاهمات السابقة التي كانت قد أملت على القطري في حينها أن يسوّق القاعدة ويروج لطالبان عبر منافذ سياسية غير مسبوقة على مستوى العالم.‏

وتزامن ذلك مع حديث عن استعجال قطري على إنهاء المهمة قبل أن يسلم حمد مقاليد الدور لابنه، وهو ما كان وراء غياب التنسيق الأميركي مع الحكومة الأفغانية التي رأت فيه رسالة موجهة لها قبل أي شيء آخر، حيث لم يتوافر الوقت الكافي للأميركيين المشغولين بتسليح الإرهابيين في سورية، كي يتم ترتيب الأمر مع كابول قبل إعلانه في الدوحة.‏

ما يجب التوقف عنده لا ينحصر في الطريقة والتوقيت بقدر ما ينحصر في الاستراتيجية الأميركية التي تقف خلف هذه الخطوة، والتي تقدم رسائل قد يصعب للوهلة الأولى فكّ رموزها، وهي التي تحولت في هذه الأيام إلى سلسلة من الأحجيات في مواقفها وأدوارها، وحتى خطواتها التي تبنيها على عجل بكثير من الأمور.‏

فالإدارة الأميركية التي أظهرت ما اعتبرته مصالحتها التاريخية مع الإسلام السياسي الإخواني منذ إعلانها الغامض والملتبس عن مقتل بن لادن، لم تجد في الإخوانية، ما يحقق تطلعات مشروعها في إعادة الهيمنة بطريقة مختلفة عن سابقاتها، بل على العكس كانت تلمس عجزاً متزايداً ومحدودية في قدرتها على النفاذ أو التقدم خطوة دون ارتدادات وانعكاسات عاصفة، رغم كل الظروف التي هيأتها واشنطن مسبقاً، لتكون الإخوانية برموزها السياسية والدينية والعقائدية مفاتيح لبواباتها الى المنطقة، وقوتها الضاربة في تدجينها!! .‏

وزاد في الطنبور نغماً أن قيادات هذا المشروع ورموز إخوانيته الأردوغانية تترنح اليوم تحت ضغط مشكلاتها الداخلية التي أعطبت في ضربة واحدة كل أحلامها في أن تكون القاطرة لذلك المشروع، فيما جاءت بدائله من زمرة مرسي مهزومة من داخلها، ولم تكن بحاجة إلى عوامل إضافية لتأكيد هذه الهزيمة.‏

وفيما الإعلان القطري يشكل فصلاً جديداً من فصول النفاق الأميركي، يحق للقاعدة أن تكون الحليف الجديد بلبوسه التقليدي وبملامحه المعتادة، حيث تبيح الضرورات المحظورات، ويحق لتنظيم القاعدة أن ينعم ببعض الرفاهية بعد أن سئم من الحياة على مدى عقدين من الزمن في جبال تورا بورا.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ