ثورة أون لاين:
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته باستخدام القوة القصوى ضد المحتجين المشاركين في المظاهرات المناهضة لعنصرية الشرطة الأميركية والتي عمت مختلف المدن بعد جريمة قتل جورج فلويد المواطن الأميركي من أصول أفريقية خنقا على أيدي الشرطة.
وتوعد ترامب في تصريح مقتضب في حديقة الزهور بالبيت الأبيض أمس نقلته رويترز بإنهاء الاحتجاجات في مدن أميركية رئيسية مشيرا إلى أنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة ومدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع ورفضوا استدعاء الحرس الوطني.
وقال: “يتعين على رؤساء البلديات والحكام فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف .. وإذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأقوم بنشر الجيش الأميركي وحل المشكلة سريعا”.
وأضاف إن حظرا للتجول بدءا من الساعة السابعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة سيطبق بحزم.
وأطلقت الشرطة الأميركية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين سلميين قرب البيت الأبيض خلال كلمة ترامب أمس وقال جوناثان إرنست مصور رويترز إن قوات إنفاذ القانون ومن بينهم أفراد يمتطون الجياد تصدوا للمحتجين في حديقة لافاييت على الجهة المقابلة للبيت الأبيض فيما أفاد مسؤول عسكري رفيع المستوى بانه تم نقل مجموعة عسكريين يخدمون في القوات المسلحة الأميركية إلى منطقة العاصمة واشنطن وتم وضعها في حالة التأهب القصوى.
وأشار المصدر إلى إشراك كامل قوات الحرس الوطني في دائرة كولومبيا التي تحتضن العاصمة واشنطن كما تم استنفار عناصر الشرطة العسكرية ووحدات الهندسة في المنطقة وإرسال عناصر لقوات الحرس الوطني من 5 ولايات إلى واشنطن لتعزيز وحداته هناك.
وقال المسؤول إن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي والمدعي العام وليام بار تابعوا تطورات مساء أمس من مقر وزارة العدل.
وخرجت مظاهرات مناهضة لوحشية الشرطة وتنديدا بجريمة قتل فلويد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق في مدينة منيابوليس وخلص تشريح رسمي إلى أن الوفاة جريمة قتل ناجمة عن الاختناق.
وفرض حظر التجول في عشرات المدن الأميركية وبمستويات لم تشهدها البلاد منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968 وانتشر الحرس الوطني في 23 ولاية والعاصمة واشنطن.
كما اعتقلت السلطات أكثر من أربعة آلاف شخص منذ الـ 26 من الشهر الماضي أي بعد يوم من قتل فلويد فيما قتل متظاهران وأصيب ثلاثة آخرون برصاص الشرطة في لويزفيل أمس وانديانا بوليس أول أمس.
ويؤكد الكثيرون أن ترامب الذي يسعى للفوز بفترة أخرى في انتخابات مقررة في الثالث من تشرين الثاني مسؤول بشكل كبير عن إثارة النزاع والتوتر العرقي والعنصرية بتصريحاته ضد المهاجرين والأقليات في الوقت الذي من المفترض فيه أن يعمل على توحيد الأمة ومعالجة القضايا الرئيسية.