ثورة أون لاين-آنا عزيز الخضر:
تعتبر الفرق الموسيقية السورية، تتويجاً للكثير من النجاحات، لكونها تستند إلى العديد من الخيارات النوعية، وأولها تلك التي تعتمد على أكاديميين موهوبين ودارسين متدربين هدفهم الأول الإرساء لموسيقا راقية من شأنها رفع الذائقة الفنية والسمو بها.
إنه ما جعل لهذه الفرق، الدور المهم في صياغة مشهد موسيقي راسخ يؤسّس لنهضة فنية حقيقية في عالم الموسيقا السورية، معتمدة على معطيات قادرة فعلياً على خلق هذه الحالة وتطبيقها على أرض الواقع، فهي تعتمد على أصول علمية لدارسين ومبدعين أكاديميين قادرين على الخلق والابتكار.
هذه الفرق على تواصل دائم مع الجمهور، وحريصة على تقديم كل ما هو جديد، وهي أكثر من أن تُعد، ولكل منها اختصاصها الفني الخاص في عالم الموسيقا.. منها الكلاسيكي والغربي والشرقي والتراثي الخ..
من تلك الفرق التي سجلت حضوراً وإنجازاتٍ عديدة “الفرقة الوطنية للموسيقا الشرقية” التي تعنى بالتراث دون التخلي عن تطويره، ليكون مواكباً للحداثة بقيادة المايسترو “عدنان فتح الله” مدير المعهد العالي للموسيقا، الذي قال لنا لدى سؤاله عن هدف وإنجازات الفرقة:
“الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، هي صوت التراث السوري خصوصاً والعربي عموماً، وذلك بأسلوب أكاديمي يعتني بأدق التفاصيل، ويلعب التوزيع الأوركسترالي دوراً مهماً في تقديم الأعمال، دون المساس بصبغتها الشرقية أو في أصل بنائها.
تهدف الفرقة إلى تقديم تجارب إبداعية جديدة، سواء في التأليف الموسيقي الآلي أو الغنائي، ولمؤلفين موسيقيين سوريين شباب، وهو ما نسعى به إلى ترسيخ هوية الموسيقا السورية وإغناء مكتبتها الموسيقية بأعمال جديدة، كما تهدف أيضاً، إلى استضافة مغنين وعازفين سوريين منفردين، يتم تقديمهم للجمهور لإظهار ما نملك من مواهب مهمة، ولإثبات عراقة المؤسسة الأكاديمية التي تخرجوا فيها وهي المعهد العالي للموسيقا في سورية.
لقد استطاعت الفرقة وبشكل كبير، أن تحقق مجمل هذه الأهداف، وفي كل مرة يتم وضع برنامج أمسية للفرقة، تكون هذه الأهداف من أولوياتها”..
هذا وقد تابع المايسترو “فتح الله” حديثه قائلاً عن المعهد العالي للموسيقا وأهميته:
“المعهد العالي للموسيقا هو المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في سورية، وقد تخرج في هذه المؤسسة منذ تأسيسها في عام ١٩٩١م على يد عراب الموسيقا الكلاسيكية والأكاديمية الأستاذ “صلحي الوادي”. تخرج الكثير من الموسيقيين والمؤلفين الذين كان لهم الأثر الكبير في الحركة الموسيقية السورية، وحتى العربية والدولية.
إن مهمة المعهد العالي للموسيقا تخريج كوادر موسيقية محترفة، تساهم في استمرار النهضة الموسيقية السورية في المجالات كافة.