ثورةأون لاين:
بداية لابد من القول ان العنوان الأول مستل من كتاب عاصفة على الشرق الأوسط الكبير تأليف ميشيل رامبو ترجمة دكتورة لبانة مشوح ،وقد صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ..
المؤلف كما كل المفكرين الذين توقفوا مطولا عند العاصفة التي سميت زورا وبهتانا ربيعا عربيا وقد حلل بالفكر والمنطق زيف ونفاق من يدعون ذلك ..
وبالتأكيد في البحث عن الجذور والأسباب يصل إلى المسؤولية الكبيرة التي يتحملها هؤلاء المدعون انهم مثقفون حقيقيون، وانهم أصحاب رؤيا تقدمية ..لكنهم بالحقيقة ليسوا اكثر من أدوات خيانة ونفاق ..وفي العنوان الفرعي الذي أشرنا إليه يسميهم (أنبياء كذابون) ..
وربما يذكرنا هذا بقول لينيين أن المثقفين هم الأكثر خيانة لانهم الأقدر على تبريرها..
اليوم وقد اتضحت الصورة كلها ليس من الأمس..لا ..بل منذ أن كانت فورة الجنون ،وكل يوم تتضح اكثر فاكثر ..لكن اللافت في الامر ان بعض المثقفين كما يسمون أنفسهم..يغرقون اكثر فاكثر في مستنقع الخيانات والزيف والكذب ..لا يتراجعون عن موبقاتهم بل يمضون في ركب الشيطان الذي حول المنطقة إلى ساحة للارهاب ..
وربما علينا اليوم قبل الغد أن نطرح السؤال التالي عليهم :ها هي ديمقراطية اميركا عارية ..مخالبها تعرت من قفازاتها ..سقطت كل مصطلحاتها التضليلية فما تقولون بما يجري الآن؟.
لن ننتظر جوابا ابدا ..نعرف ما تريدون قوله ..وسنخبركم ان العاصفة التي اردتموها هنا لم تقتلع الا جذور النفاق الذي هو من مضى في ركبكم ،وها هي ترتد لتعري مخالبكم ..
اما لماذا لن تقفوا وقفة حق وصدق فهذا ما يجيب عنه ميشيل رامبو في كتابه السابق الذكر..إذ يقول :
عندما تلقت النخبة العربية_الاسلامية تعليمها في الجامعات الغربية وكبريات المعاهد العليا في أوروبا أو أمريكا لم تعد _النخب هذه_تفتتن ولا تحلم الا بالغرب فاختار البعض منهم تلك البلاد التي قولبتهم كما تشاء مسكنا طوعيا لهم ..
خريجون جامعيون ومهندسون وأطباء ومحامون وكوادر عليا ومسؤولون في مؤسسات وشركات..انهم بعشرات الآلاف بل بمئات الالأف هاجروا ليبدؤوا أو ليكملوا دراساتهم العليا ..يسهم العالم العربي بشكل خاص بعدد كبير من هؤلاء الذين لايعودون إلى أوطانهم..
لقد تأقلم هؤلاء مع محيطهم الثقافي الجديد وهم يشعرون بالفخر لما أنجزوه على الصعيد الشخصي وباتوا ينتمون إلى هذا الغرب الذي طوعهم فتبنوا ما لديه ..
ومن عاد منهم إلى وطنه يشعر أنه ملزم أن يكون غربيا وهذا ينطبق على مستوى حكومات ايضا فهم تابعون حصريا للغرب…
لهذا ترى هؤلاء غارقين في بحر المؤامرات الغربية ومعهم المثقفون الغربيون الذين يرفضون الاعتراف انهم قد ضللوا وانهم أصيبوا بالبله التام جراء المخدرات الإعلامية التي زودتهم بها المقالات وأعمدة الصحف والهوائيات الغربية، مخدرات تمتصها اجهزة المخابرات وتتجشؤها باستمتاع شديد دون اي شعور بالحرج أو اي تأنيب من ضمير…
لهذا يرى رامبو انهم كاذبون منافقون ..وربما سيزيد على ذلك في قادمات الايام ريثما تنجلي مواقفهم تجاه العري الذي يحدث في الغرب ولاسيما اميركا ..بل ماذا عن مواقفهم من فرض دولهم عقوبات ظالمة على دول تناضل من أجل حريتها وكرامتها…أسئلة لا تبحث عن إجابات بقدر ما تطلق صرخات احتجاج بوجه من ينافقون باسم القيم والحضارة والتمدن.