ثورة أون لاين- عزة شتيوي:
يقفز ترامب إلى كرسي قيصر ليتربع أكثر على عرش العقوبات والحصار في المنطقة.. هذه المرة هدفه ليس سورية فقط، بل جوارها أيضاً لخنق اقتصادها من شرايين الحلفاء.. من عمق العلاقات التجارية والاقتصادية مع الساحات المجاورة.. يحاول الرئيس الأميركي قطع الطرق السياسية بالمقص الاقتصادي.. وفصل مشيمة المقاومة عن الرحم السوري!!
الساحة اللبنانية هي هدف ترامب المقبل من العقوبات للدخول الكلي في خيوط لعبته في سورية والمنطقة.. والحدود اللبنانية باتت تهيأ اليوم لرصد تحرك (نملة) وإخضاعها لقانون قيصر لاستهداف سورية من خلالها.. الأوضح أن لبنان في عين العاصفة الأميركية ومعه العراق..
فسورية التي صمدت رغم أكثر من عشر سنوات من العقوبات والإرهاب، وسعت بجهدها للحد من آثار الحصار لن تتأثر كثيراً بـ (قيصر) ترامب.. طالما كان تضييق الخناق على الشعوب سلاحاً ذا حدين.. تصنع ارتدادات ضربته المعجزات الاقتصادية.. والنموذج الإيراني قائم منذ ثلاثين عاماً.. حيث نهضت طهران من الحصار قوة إقليمية.. سورية أيضاً رغم كل المعاناة نجحت في الصمود، وتخرج من معركتها العسكرية ضد الإرهاب بكل أشكاله منتصرة.. ماذا عن لبنان؟!
ترامب يرمي حجارة (قيصر) على لبنان لقلب معادلاته الداخلية، ولتأجيج الصراع مع المقاومة اللبنانية، وترتيب الأوضاع لتمكين إسرائيل من تصفية الحسابات مع لبنان..
فخنق لبنان من رئته السورية، ونزع سلاح المقاومة، وترسيم الحدود البحرية مع كيان الاحتلال هو ما يريده ترامب حالياً من (عمليته القيصرية) هذه بالعقوبات.. يريد الضغط بمخالبه على بلاد الأرز، بعد أن تغلغلت المخالب الخليجية والإسرائيلية فيها.. في العراق المحاولات الأميركية جارية..
يسعى ترامب لحل المعادلات السياسية على الآلة الحاسبة، لكن ماذا عن حسابات التاريخ؟
لا يمكن للبنان أن يكون مطية ضد سورية، ففيه من صلة الأرحام المقاومة والشعبية والسياسية أيضاً ما يمكن أن يمزق كل خيوط قيصر.. للتاريخ دور لا تغلبه الرصاصة ولا لعبة العقوبات.. التاريخ لا يرحم إن قال كلمته.. والدليل أمام ترامب يراه من نافذة البيت الأبيض.. فتاريخ النضال ضد العنصرية في أميركا حوّله إلى فأر في ملجأ.. ترامب اعترف أنه دخل ليتفقد الملجأ حين رأى الاحتجاجات في بلاده بألوان الأبيض والأسود.. يكفي أن نقول بأنه فكّر بإعادة ديكور وترتيب جحر له.. هذا رئيس دولة تقول إنها تقود العالم.. أي السياسات أوصلته لمخبأ.. فهل سيجلس على كرسي (قيصر) المنطقة في ملجئه؟