ثورة اون لاين: نتفهم حقيقة تساؤلات أهالي طرطوس فيما يخص افتقاد مادة البنزين… ونتفهم أيضاً تساؤلاتهم المشروعة عن انقطاع المياه… ونتفهم… ونتفهم…؟!!
إذاً نحن نتفهم… فهل المسؤولون يتفهمون..؟! ويستطيعون تقديم إجابات شافية لهؤلاء السائلين…؟!
أعتقد هنا أن هؤلاء المسؤولين يجدون صعوبة كبيرة في إقناع المواطن عن سبب انقطاع المياه لمدة عشرة أيام «هنا لا نقصد مدينة طرطوس وبانياس التي تتغذى من نبع السن كوننا نعلم السبب»
المقصود هنا المناطق الريفية لطرطوس…
وللذي لا يعلم نقول: لا تخلو قرية في ريف طرطوس إلّا وفيها نبع أو اثنان والجريان دائم صيفاً وشتاءً… إلّا أن المواطن محروم من نعمة استخدام هذه الينابيع نتيجة تلوثها بمياه الصرف الصحي..؟!
هذه المشكلة عمرها سنوات طوال وأعتقد أن الإعلام ملّ من تكرارها والطلب بمعالجتها عبر استبدال شبكات الصرف الصحي التي مضى عليها عقود…؟!
المفارقة أنّ معظم المواطنين في مناطق الشيخ بدر وصافيتا وبانياس والدريكيش يشترون مياهاً للشرب من سيارات متنقلة لعدم ثقتهم بمصدر مياه الشرب..؟!
وهنا القصة… مياه الينابيع والأنهار تذهب هدراً والمواطن يشتري الماء…؟!
أما الموضوع الآخر الذي يجد فيه المسؤولون صعوبة إقناع المواطن به يتمثل بفقدان مادة البنزين.
البعض يهمس متهكماً أن أصحاب الكازيات يخبئون هذه المادة في صهاريج أو خزانات سرية… البعض الآخر يتهم الكازيات بممارسة التهريب الداخلي «أي إلى المناطق الساخنة» لتحقيق أعلى نسبة ربح…
نحن هنا لا نتبنى أياً من الرأيين ولكن على الجهات المعنية تقديم تبريرات منطقية يقنعون بها أنفسهم أولاً ومن ثم إقناع المواطن بفقدان البنزين… بينما مصفاة بانياس في الأحضان..؟!
ويبقى السؤال الصعب… والذي أربكني وجعلني ألملم أوراقي وأسير من دون اتجاه هو الذي سألني إياه مواطن: يا أستاذ هل تستطيع أن تقول لي أين شباب ورجال النازحين إلى المناطق الآمنة… حيث إن معظمهم من النساء والأطفال…؟!!
شعبان أحمد