فساد إداري ومالي في صحة حلب.. وعقود الموسميين على مبدأ ” أهلية محلية ” .. والصحة ترمي الكرة في ملعب المحافظة
ثورة اون لاين – حلب – فؤاد العجيلي: يبدو أن عدوى تجار الأزمات إنتقلت إلى بعض مفاصلنا الحكومية ، حيث عادت منظومة الفساد إلى بعض مديرياتنا ومؤسساتنا الخدمية ، وعاد معها أركان تلك المنظومة لممارسة أدوارهم فيها ، ضاربين بكل القوانين والأنظمة عرض الحائط ، مستغلين الأحداث الراهنة التي تمر بها البلاد ، ليكون جوابهم حين الإشارة إلى ممارستهم الفساد المالي والإداري / مافي داعي نحكي حاليا البلد عم تمر بأزمة / ولا كأنهم لا يعلمون أنهم بممارساتهم هذه يشاركون في تأزيم الوضع وتفاقم الأحداث ، ولا يقلون دوراً عن ذلك الذي يحمل السلاح لتدمير الوطن ..
• بعد الإصلاح منظومة الفساد تعود …
هذه المقدمة تنطبق جملة وتفصيلاً على القطاع الصحي في محافظة حلب ، والتي عاد إليها الفساد مجدداً بعد أن قام مشكوراً وزير الصحة السابق رئيس الحكومة الحالي الدكتور وائل الحلقي بمكافحة ممارسات الفساد في صحة حلب ، والحد من تلك الممارسات ، وقيام مدير صحة حلب السابق وزير الصحة الحالي الدكتور سعد النايف بمكافحة تلك المنظومة والحد منها ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً ، ولكن ما أن إستلم الدكتور النايف مهامه كوزير للصحة في العاصمة دمشق ، حتى عاد الفساد مجدداً إلى القطاع الصحي الحلبي ، والمتمثل أخيراً وليس آخراً في فساد إداري ومالي خلال عقود العمال الموسميين للربع الأول من العام الحالي / 2013 / ، وذات الشيء بالنسبة لعقود الربع الثاني ، ومانخشاه أن تستمر منظومة الفساد تضرب أطنابها في العقود التي ستجرى في الربع الثالث …
حيث وردت إلى صحيفة الثورة الإلكترونية " ثورة أون لاين " العديد من الإتصالات والاستفسارات من أبناء محافظة حلب يتساءلون عن الخلل في عملية التعاقد خلال الربع الأول ، وأن هنالك أكثر من / 13 / حالة كل واحدة منها تم فيها قبول أكثر من مواطن من عائلة واحدة ، الأمر الذي فوت فرص عمل على الكثير من المحتاجين والعاطلين عن العمل ، حتى أنه تم قبول ثلاثة أشقاء من عائلة واحدة ، ما يشير إلى علامات إستفهام برسم الجهات المعنية ..
• قرار يكشف المستور …
" ثورة أون لاين " زارت مديرية صحة حلب وإطلعت من خلال لوحة الإعلانات على القرار الذي تم من خلاله الموافقة على التعاقد مع مواطنين للعمل في مديرية الصحة والمنشآت التابعة لها خلال الربع الأول من العام الحالي ، حيث حمل القرار أو الأمر الإداري الرقم / 203 / 4 / تاريخ / 9 / 1 / 2013 / وتضمن / 207 / أسماء تم قبولها للعمالة الموسمية …
ومن خلال قراءتنا لجدول المقبولين خلال الربع الأول تبين أنه تم قبول أكثر من مواطن من عائلة واحدة ، وعلى سبيل المثال ، كل رقمين بين قوسين هما أشقاء :
– / 8 – 9 / – / 19 – 20 / – / 47 – 48 / – / 81 – 82 / – / 97 – 98 / – / 103 – 104 / – / 106 – 107 / – / 123 – 124 / – / 163 – 164 / – / 167 – 168 / – / 194 – 195 / – / 198 – 199 / – / 111 – 112 – 113 / .
ولدى سؤالنا بعض المعنيين في مكتب مدير الصحة عن هذه الواقعة أوضح أن معظم المقبولين من الحالات المتشابهة هم أبناء بعض العاملين في المديرية ، إضافة إلى أن بعض الحالات محالة من قبل محافظ حلب ..
• الصحافة تسأل والإدارة تحد ..
ولكن – والحديث للمحرر – حتى نكون متحققين أكثر من الواقعة فقد تقدمنا بأسئلة خطية لمدير صحة حلب لتكون الإجابات خطية لا لبس فيها ولا غموض ، وتم تسجيل الأسئلة في ديوان المديرية برقم / 2451 / و – د – ع – تاريخ / 13 / 2 / 2013/ وبعد أيام ولدى مراجعتنا مكتب مدير الصحة تبين لنا أن مدير الصحة سجل حاشية على الكتاب مضمونها / عن طريق السيد المحافظ / أي أنه ينبغي للصحفي أن يتقدم بأسئلته عن طريق محافظ حلب ، وهذه سابقة من نوعها يتبعها مدير صحة حلب ونخشى أن تصبح عرفاً لدى بعض المعنيين حلب التي تعتبر بعض مؤسساتها ومديرياتها مسرحاً هاماً لممارسة الفساد في ظل غياب دور الجهات الرقابية ..
• أسئلة " ثورة أون لاين " لمدير صحة حلب
توجهت " ثورة أون لاين " بمجموعة أسئلة لمدير صحة حلب ، نوردها حرفياً : عناية السيد مدير صحة حلب الأكرم
تحية طيبة :
1- ماهي المعايير التي يتم من خلالها إجراء عقود عمال موسميين لمدة ثلاثة أشهر ..؟؟
2- بالنسبة للعمال الموسميين خلال العام 2013 ، ماهو مقدار الميزانية المخصصة لهم ، وكم عامل موسمي خلال هذا العام سيتم التعاقد معهم ، وهل سيتم توزيعهم على أربعة أرباع العام الحالي بالتساوي ..؟؟
3- من خلال قراءتنا للمقبولين خلال الربع الأول تبين أن عددهم / 207 / ، فكم هو عدد المتقدمين الذي تم من خلاله إنتقاء / 207 / ، وماهي الأسس التي إستندتم عليها في الموافقة ..؟؟
4- هل تم إستخدام كامل هؤلاء العمال في قطاع الصحة ومراكزه ومنشآته التابعة له ، وماهي الأعمال التي أسندت إليهم ، وهل هي وفق الحاجة أم وفق الشهادات التي يحملونها ..؟؟
5- من خلال الأحداث الراهنة تعرضت العديد من منشآت الصحة بحلب للتخريب وخرجت عن الخدمة وتم دمج العديد من المراكز والمشافي مع مراكز ومشاف أخرى ، هل مازالت منشآتكم ورغم الدمج بحاجة إلى عمال ، وماهي الوظائف التي تشكو المديرية من نقص فيها ، وبالتالي هنالك حاجة إليها ..؟
6- هل المنشآت التابعة لكم ترفع حاجتها من العمالة الموسمية المختلفة المهام قبل إعلان قبول طلبات الموسميين ..؟
7- من خلال قراءتنا لجدول المقبولين خلال الربع الأول تبين أنه تم قبول أكثر من مواطن من عائلة واحدة ، هل هذا متوافق مع توجهات الحكومة لتشغيل أكبر عدد ممكن من المواطنين ، وماهو تفسيركم لذلك ، خاصة وقد علمنا أن أكثرهم والده موظف في مديرية الصحة ، ألم يكن يكفي أن يتم قبول شخص واحد من كل عائلة بدلاً من شخصين ، وبالتالي نفسح المجال لقبول اكثر عدد من المواطنين من مختلف العائلات ، وعلى سبيل المثال : كل رقمين بين قوسين هما أشقاء :
– / 8 – 9 / 19 – 20 / 47 – 48 / 81 – 82 / 97 – 98 / 103 – 104 / 106 – 107 / 123 – 124 / 163 – 164 / 167 – 168 / 194 – 195 / 198 – 199 /
– / 111 – 112 – 113 / الثلاثة هم أشقاء … إلخ …
آملين التكرم بالإجابة مع وافر الشكر لتعاونكم لما فيه مصلحة بناء الوطن والإنسان في ظل مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ..
• مدير الصحة يوجه الصحافة لمحافظ حلب :
في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الصحافة الوطنية وخلافاً لقانون الإعلام قام مدير صحة حلب بتوجيه الصحفي لمراجعة محافظ حلب من أجل أن يتم توجيه الأسئلة عن طريقه ، وقام بتسطير العبارة التالية على الأسئلة / عن طريق السيد المحافظ /
• محافظ حلب يوجه المديرية للرد
وإستجابة لحاشية مدير صحة حلب قام المحرر بمراجعة محافظ حلب محمد وحيد عقاد والذي قام بدوره بتوجيه مدير الصحة للإجابة على أسئلة صحيفة الثورة …
• رد الصحة يرمي الكرة في ملعب المحافظة
مدير صحة حلب الدكتور وضاح حسين قام مشكوراً بالإجابة على الأسئلة السابقة بقوله – وهنا ننقل الأجوبة بحرفيتها :
أنه عملاً بتوجيهات السيد محافظ حلب المستمرة على الدوام بضرورة الحفاظ على سوية ثابتة من الخدمات للأخوة المواطنين في هذه الظروف الصعبة .
ونظراً للظروف الإستثنائية التي تمر بها بلادنا الحبيبة وما خلفته هذه الظروف من منعكسات سلبية على مختلف القطاعات وبخاصة القطاع الخدمي ، ومنه القطاع الصحي حيث تسببت الأزمة في خلق خلل في توزيع الكوادر البشرية نظراً لصعوبات التنقل بين مكان السكن وأمكنة العمل للكثير من العاملين في الصحة .
وللحاجة الماسة لدعم المنشآت الصحية بالكوادر البشرية بعد فرز الكثيرين منهم إلى مراكز الإيواء والتوجه لدى الإدارة تحت إشراف السيد محافظ حلب وتوجيهاته الكريمة حول ضرورة مساعدة المواطنين في ظل الظروف الصعبة في تأمين فرص عمل لهم ولو موسمية ، فقد تم التعاقد خلال الربع الأول لعام 2013 وبموافقة السيد محافظ حلب مع حوالي مائتي موسمي لصالح مختلف المؤسسات الصحية العاملة تحت إشراف مديرية صحة حلب …
• الأسئلة في واد والأجوبة في واد …
ولا نريد أن نقف مع شكلية الرد التي لا تتناسب مع الأسئلة لا شكلاً ولا مضموناً ، بل هي أقرب ماتكون إلى الإنشائية ورمي الكرة في ملعب المحافظة من أجل التهرب من المسؤولية ، خاصة وأن مدير الصحة رمى كرة المسؤولية في ملعب المحافظة من خلال تكرار إستخدامه لعبارة / تحت إشراف السيد محافظ حلب – بموافقة السيد محافظ حلب – توجيهات السيد محافظ حلب / ، وهنا نترك للجهات المعنية في الحكومة الرأي في هكذا ردود…
• الصحة متخمة وليست بحاجة إلى عمال …
ومن خلال قراءتنا لرد مدير الصحة كان لابد لنا من إستطلاع رأي العديد من العاملين في القطاع الصحي حول أسئلة الصحيفة ورد المديرية ، حيث تبين من خلال الإستطلاع للرأي مايلي :
1- هناك زيادة ملحوظة في عدد الكوادر الصحية ، حيث وجدنا أن نظام العمل مقسم نتيجة زيادة الكوادر العاملة إلى دوام تجميعي / يوم أو يومان في الأسبوع / .
2- بالنسبة للجانب الإنساني غير محقق كون وجود عاملين إثنين أو ثلاث عمال موسميين من عائلة واحدة ، في حين توجد العديد من العائلات التي لا يعيلها أحد ولم تقبل ضمن العمالة الموسمية .
3- الخلل الموجود في التوزيع – كما ذكر مدير الصحة – لم تخلقه الأزمة ، وإنما الأزمة خلقت زيادة في الكوادر الصحية العاملة في المنشآت الصحية المتبقية ، وإنما الخلل في سوء توزيع هذا الحشد الكبير من الكوادر من قبل مديرية الصحة ، خاصة وأنه تم ضم العديد من المنشآت في منشأة صحية واحدة ، وعلى سبيل المثال في مشفى الرازي تم ضم مشفى زاهي أزرق ومشفى الأطفال ….
والسؤال : أين هو الكادر الإداري والخدمي والفني والطبي لهذه المشافي ، هل تم توزيعه بشكل منظم ، أم أن العشوائية في سوء التوزيع هي التي فاقمت الأزمة …
• عقود الربع الثاني لعبة من نوع آخر ….
المفاجأة أن القرار الذي تم من خلاله الموافقة على قبول عمال موسميين في مديرية صحة حلب للربع الثاني من العام الحالي ، تمت فيه ذات اللعبة ولكن بلباس آخر ، حيث تم إعتماد الترتيب الألفبائي بالنسبة للإسم الأول ، حتى لا تظهر صلات الأخوة بين هذا الاسم أو ذاك ، ولكن من خلال قراءتنا لجدول المقبولين تبين وجود العديد من الحالات التي تم فيها قبول إثنين أو ثلاثة من عائلة واحدة ، وربما البعض منهم تم قبوله في الربع الأول ، وهنا – والحديث للمحرر – لا نريد أن ندخل في تفاصيل أكثر ربما تنكشف من خلالها مشاهد فساد أعظم ..!!
• أين هو دور مديرية الشؤون الإدارية … ؟؟؟
بحسب آراء المختصين القانونيين لماذا لم يوقع مدير الشؤون الادارية على رد مديرية الصحة ، علماً أن الموضوع يتعلق بالشأن الإداري ، وإصدار قرارات التعيين وقبول العمال الموسميين يتم من خلال الشؤون الإدارية ، فهل ما جرى كان بترتيب من قبلهم فقط ، أم أنه بتوجيه من مدير الصحة وبالتنسيق معهم ، وهل يتم فرز المقبولين حسب حاجة المنشآت الصحية التي تكتظ بالعمال الدائمين في ظل دمج المنشآت مع بعضها البعض وخروج البعض منها عن الخدمة ، ولا نريد أن نخوض بالتفاصيل أكثر ، بل نترك للجهات المعنية ممارسة دورها الرقابي وغيره …
• السيد وزير الصحة ….. ما أنتم فاعلون …؟؟
هذا هو واقع مديرية صحة حلب وماتعيشه من فساد إداري ومالي ، في وقت يجب أن نرشد فيه من النفقات التي أحوج ماتكون لتطوير هذا القطاع خدمياً ، فمسيرة الإصلاح التي بدأتم بها في حلب توقفت بعد أن توليتم مهام الوزارة ، وهنا نتذكر ماقلناه لوزير الصحة السابق رئيس الحكومة الحالي حينما كان وزيراً للصحة وزار محافظة حلب : هل أنت راض عن القطاع الصحي بحلب ، فكان جوابه : أنا غير راض ، وبالفعل قام بإصلاحات سجلها التاريخ له بأحرف من نور …
واليوم نقول لكم سيادة الوزير : هل أنتم راضون عمايجري في القطاع الصحي بحلب من هكذا مخالفات ، خاصة وأنه قبل النشر بدأت تدور في أروقة مديرية الصحة عبارة / لايوجد إعتماد لتعيين عمال موسميين خلال الربع الثالث ، وهذا ما كنا نتخوف منه …. ولنا متابعة ….!!!