ثورة أون لاين -باسل معلا:
الجميع يتحدث اليوم عن المبادرات التي أطلقت أو سيتم إطلاقها على هامش الاجتماع الذي عقد أمس في غرفة تجارة دمشق بحضور وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي أطلق مجموعة من التطمينات حول قوة الدولة السورية وتحملها لمسؤولية دعم الواقع المعيشي للمواطن وتأمين السلع المختلفة على الرغم من ما يجري من تحديات جراء الحصار والعقوبات الظالمة.
ماحدث يوم أمس يفتح النقاش على مصراعيه تجاه دور التجار تجاه ما يجري وجرى طوال سنوات الحرب فعلى الرغم أن الاجتماع تضمن مجاملات في ظاهرها دافىء ومضمونها بارد للغاية، إلا أن المتابع لواقع الأسواق طوال هذه الفترة يستطيع الجزم بأن دور التجار لم يكن إيجابياً كما أنهم لم يتحملوا المسؤولية وطنياً تجاه الوطن الذي لم يقصر في تحمل المسؤولية بالنسبة لجميع مواطنيه حتى لمن أضاع البوصلة منهم في وقت من الأوقات.
البعض قد يرى أن هذا الطرح يحمل في طياته الكثير من التجني لطبقة واسعة من المجتمع السوري ولها دور هام في الوطنية والانتماء ولكننا اليوم نتحدث عن سلوك أصبح راسخاً ومعروفاً لدى أغلب السوريين ولعل ماجرى مؤخراً من ممارسات مع حالة التذبذب التي شهدها سعر صرف الليرة السورية مؤخراً، خير دليل على هذا الطرح فأغلب التجار وهي ليست المرة الأولى عمدوا على تسعير منتجاتهم وهي في المستودعات على سعر الصرف الافتراضي وتقلباته المستمرة، حتى أن الأسعار كانت تتغير أكثر من مرة في اليوم الواحد وربما خلال ساعات، علماً أن الجهات المعنية فوتت أكثر من فرصة لتخفيض سعر الدولار مقابل الليرة السورية عندما كان الأمر متاحاً لها وهو أمر يحسب على المعنيين آنذاك مراعاة لمصالح التجار.
بالعودة إلى المبادرات التي أطلقت، البعض وجدها إيجابية ويعول عليها وأقولها على قناعة أنها لا تغني من جوع ولا تقي من برد فالحديث عن تخفيض الأسعار بنسبة ١٠ % غير حقيقي ولا يتناول من حصة الربح للتاجر بدليل أن الأسعار التي شهدت ارتفاعات تجاوزت ١٠٠ % بالحد الأدنى لن يضيرها تخفيض هذه النسبة البخسة من أرباح الأرباح، مع الإشارة هنا أننا لا نطالب بأن يتعرض أي تاجر لأي خسارة وإنما نطالب بأن يراعي المبدأ والقيم في أقوات الناس ولقمة عيشهم…
قيل في الماضي أن رأس المال جبان إلا أنه في سورية وجدنا بعد تجربة أنه جريء جداً ولكن فقط على شريحة ذوي الدخل المحدود والدولة السورية التي لم تقصر يوماً في تحمل مسؤولياتها تجاه جميع مواطنيها.