يردد الكثيرون والكثيرات منا، كلمة «جبار» أو عبارة «ما أعظم جبروته»، عند وصف تجاوز أحد أصدقائنا أو معارفنا لحزن كبير، أو خسارة كبيرة، والخروج من تجربة صعبة إلى بر الأمان بأقل الخسائر الممكنة، والوقوف مجدداً لاستجماع القوة والبداية من جديد.
يكاد ينطبق هذا الكلام حرفياً علينا نحن السوريين والسوريات بغالبيتنا وفي مختلف مناحي حياتنا، سواء بعملنا أم أرزاقنا، أم بأبنائنا وآبائنا وأحبتنا، اختبرنا جميع أنواع الخسارات والآلام، وعشنا الحزن والفقر والوجع، لكن في كل مرة وبعد كل خسارة وألم، كنا نقف نخبئ أحزاننا، ونعود لحياتنا، ننظف بيوتنا أو نرممها، نرسل أبناءنا للمدارس، ننتقل من عملنا الأصلي الى أعمال بديلة، نغير في قائمة طعامنا اليومي، نلغي أصنافاً، نخترع أصنافاً، ولم نستسلم.
أمضينا شهري الحجر الوقائي بصعوبة، لنعود بعدها إلى أعمالنا التي توقفت وحياتنا التي تراجعت والتي لم تكن بأفضل حالاتها، لنصفع بموجة غلاء فاقت احتمالنا جميعاً، ما يدفعنا للسؤال عن الخطط اللازمة في الإدارة واستثمار الموارد، لنحصل على حقنا في حياة كريمة.. وهذا السؤال ليس في وقت يسمح بالمماطلة في ابتكار حلول لمواجهة الغلاء وما يرافقه من فساد، لأن الخطر الخارجي محدق بنا، لكن قوة احتمالنا لن تستمر إن لم نر كل يوم إجراءات وخطوات لوقف تراجع حياتنا.
في الصعوبات الفردية يقوّي الناس بعضهم بعضاً، بمد يد العون، لكن عندما يحصد الغلاء والفقر الجميع، لا ينفع إلا إدارة تعمل عملاً دؤوباً يومياً، لتعيد للناس حياتهم تدريجياً، تأخذ قوتها من جبروتهم وقوتهم.
لينا ديوب – عين المجتمع