تغيُّب القانون

 

 على طاولة لقاء وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك مع غرفتي تجارة دمشق وريفها حضر كل شيء من عبارات الود والمجاملات وتسجيل سابقة بمبادرة الوزير للزيارة لم تحصل منذ 47 عاماً، ومصطلحات الحث والتكرم بمساعدة المواطن والنظر بعين العطف لوضعه المعيشي والوعود المعسولة من أصحاب الدار التي لا يطال منها المواطن إلا النذر اليسير.

وغاب بحسن نية أو سوء نية القانون الذي يتجاوز كل ملحمة الغزل المتبادل بين الطرفين ويحقق العدل والمساواة طالما أن الجميع تحت سقفه وملتزمون فيه، نعم لسنوات لم تكن مشكلتنا في وجود القوانين التي تنظر بكل حالات الاختلال والفوضى والفلتان التي تصيب الأسواق بين فترة وأخرى بهزات عنيفة لا سيما خلال الفترة الأخيرة التي وصلت فيها درجة الهزات لمستويات غير مسبوقة وهي دون شك بالعشرات، وفيها من العقوبات التي لو وجدت طريقها للتنفيذ على أرض الواقع بحق تجار وصناعيين ومستوردين وحتى عناصر الرقابة غير الأمينة على تنفيذ القانون لما وصلنا لهذه المرحلة من التردي والاستغلال والتلاعب بلقمة عيش الناس.

من هنا فكل ما رشح عن الاجتماعيين السابقين مع التجار والمنتجين لن يصرف عند الناس والجميع مر عليه مرور الكرام طالما أن الأسعار محلقة وتتغير على مدار الساعة وليس اليوم فقط ولم ترحم أحداً ولن تخفضها جولات مفاجئة ليلية أو نهارية لا بل جاءت كاعتراف بعدم قدرة الأجهزة الرقابية على الاضطلاع بمهامها، ولعل في تجربة سابقة تمت قبل أشهر وضعت التجار والمنتجين على محك مسؤولياتهم المجتمعية، وتفهم ظروف البلد والضائقة الشرائية التي يعيشها غالبية الناس خير شاهد على نسف أصحاب المبادرة حينها بتخفيض أسعار منتجاتهم لوعودهم التي أطلقوها وبدلاً من ذلك ساهموا في زيادة حالة الاختلالات بالسوق للزيادات الكبيرة في أسعار منتجاتهم التي فاقت الكلفة وهوامش الأرباح بأضعاف.

لذلك وانطلاقاً من كل ما تقدم فإن التواصل بين أصحاب القرار والمنتجين والتجار والصناعيين لتوضيح وجهات النظر والوصول لصيغة تفاهم عنوانها العريض المصلحة العامة والتكاتف يدا بيد لتجاوز تحديات المرحلة خطوة تبقى ناقصة خاصة إذا لم تخرج عن دائرة الكلام المغلف بالوعود، ووضعها في سكتها الصحيحة التي تعود بالنفع على الجميع لا يكون إلا من خلال تفعيل العمل بالقوانين التي تغطي كل الحالات الحاصلة بالسوق خاصة مع تنفيذ أهم مرحلة وهي وصول المخالفات بكافة أنواعها عادية أو جسيمة للقضاء والبت فيها بأسرع وقت.

 الكنز- هناء ديب

 

 

 

 

آخر الأخبار
تجربة إقليمية رائدة لوفد من الاتصالات وحداثة النموذج الأردني في تنظيم قطاع الاتصالات والبريد  صعود الهجري وتعقيدات المشهد المحلي في السويداء.. قراءة في ملامح الانقسام والتحوّل  العائدون إلى ريف إدلب الجنوبي يطالبون بإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية رغم التحديات الكبيرة.. انتخابات مجلس الشعب بوابةٌ للسلم الأهلي  اختيار الرئيس 70 عضواً هل يقود إلى ... صناعيون لـ"الثورة": دعم الصناعة الوطنية ليس ترفاً المجمع الإسعافي بمستشفى المواساة الجامعي .. 93 بالمئة إنجاز يترقب قراراً للانطلاق باحث اقتصادي يقترح إعداد خطط لتخفيض تكاليف حوامل الطاقة  حلب تضع خارطة طريق لتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز التنمية الاقتصادية اختتام امتحانات الثانوية العامة.. طلاب حلب بين الارتياح والترقّب  الثروة الحراجية في درعا.. جهود متواصلة تعوقها قلّة عدد العمال والآليات دعم الأميركيين لحرب إسرائيل على غزة يتراجع إلى أدنى مستوى تحولات سياسية جوهرية.. تؤسس لبناء الدولة السورية بعيداً عن التبعية والمحاور الوعي.. لمجتمع أكثر أماناً وسلامة  حين تكون المحبة والإيمان جسراً.. الأب إليان وهبة وشهادة الروح في التعايش السوري لتثبيت المعلومة وإطلاق اللسان المدرب كمال تاج الدين لـ الثورة: التكرار والتدوين والتخيل شركات التمويل التأجيري .. هل تحل معضلة السكن وتحول الحلم إلى واقع؟ خطة شاملة لتطوير العملية التعليمية في ظل التحديات الراهنة بحلب سهل الغاب.. من سلة غذاء سوريا إلى صحراء! من يوقف نزيف الإهمال؟ على وتر تدفق الغاز الأذربيجاني في سوريا.. نمو مرتقب وتساؤلات الأسعار قيد الانتظار نواب أميركيون: غزة تحولت إلى جحيم على الأرض