الأمم المتحدة من مأساة غالي إلى ملهاة غوتيريش

لا أدري .. ولا أخال أحداً يدري ما الجديد في الحالة اليمنية، لجهة قتل الأطفال في إطار العدوان المستمر وقصف المدن والقرى اليمنية، الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة “غوتيريش” لرفع اسم التحالف بقيادة السعودية من قائمة قتل الأطفال في اليمن…!!

يرد التحالف على غويتريش .. بحملتين جويتين متتاليتين على اليمن يذهب ضحيتها عدد آخر من الأطفال ..

أيعقل أن يكون السيد الأمين العام وجد مكافأة ما .. أغلى وأولى من أطفال اليمن؟!

الحالة السوداوية التي يمكن للمتابع ومن يهمه الأمر أن يلمسها أن القضية ليست في غوتيريش، رغم خطورة ما أقدم عليه، بل هي في الأمم المتحدة نفسها..

قامت الأمم المتحدة قي عام 1946 .. أي بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة ورداً عليها ولتجنيب البشرية الكوارث التي واجهتها .. هذا يعني أنها كانت نتاج حالة التوازن العالمي التي فرضتها نتائج الحرب .. وبالتالي رسمت الأمم المتحدة إلى توازن ما في العالم، ولاسيما بين القطبين العالميين أميركا ومن يتبعها “الغرب” والاتحاد السوفييتي ومن يتبعه “الشرق”، وعلى هذا الأساس كان يتم اختيار الأمناء العامين للمنظمة الدولية..

مع تراجع دور الاتحاد السوفييتي ومعسكره في العالم وتقدم الدور الأميركي باتجاه العالم أحادي القطبية، كان التوازن المفترض في دور الأمم المتحدة يختل تباعاً .. وأيضاً دور ومواقف أمينها العام ..

في عام 1992.. انتقل المنصب الذي يعتبر أكبر منصب وظيفي في العالم .. إلى بطرس بطرس غالي .. وهو شخصية مصرية مؤهلة فعلاً .. لكن .. كان من المستغرب أن توافق الولايات المتحدة على أن يتولى عربي هذا الموقع!! وقيل وقتها: إن المنصب قُدم لغالي مكافأة له فقد كان عراب اتفاقية كامب ديفيد التي حيّدت مصر وسحبتها من عملية الصراع العربي الإسرائيلي.

لكن المرحوم بطرس غالي واجه فيما بعد محنته .. حين رفض الأوامر الأميركية حول نشر التقرير الموثق لمذبحة قانا التي ارتكبتها إسرائيل في الجنوب اللبناني بقصفها لمقر للأمم المتحدة اعتقد الناس أنه آمن ولجؤوا إليه .. وفاق عدد القتلى المئة !!

لم يكن لغالي أن يغض النظر عن هذه المذبحة..فدفع الثمن ..إذ إنه الوحيد بين الأمناء العامين الذي لم يمدد له في وظيفته..؟

تمثل الأمناء العامون بعده، عبرة وحكمة رأس الذئب المقطوع .. كوفي عنان وبان كي مون .. حملا الراية الأميركية وسط التوجه الأميركي لإنهاء المنظمة الدولية وتقويض ما بقي من فكرة التوازن العالمي في المنظمة الدولية ..

هكذا وصولاً إلى غوتيريش، الذي سقط في الامتحان بجرأة. وأباح لتحالف العدوان السعودي الاستمرار في قتل أطفال اليمن ..وقبض الثمن.. معتبراً من رأس بطرس غالي المقطوع.

As.abboud@gmail.com

معاً على الطريق- أسعد عبود

 

آخر الأخبار
"الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي "الطوارئ والكوارث": أكثر من 1500 حريق و50 فريق إطفاء على خطوط المواجهة دول الخليج تتوحد في تقديم المساعدة والاستثمار في سوريا واشنطن تتحدث عن السلام.. هل يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاته؟ سوريا تطلق إصلاحات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز إعادة الإعمار نقابة المهندسين الأردنيين: إعمار سوريا استحقاق يتطلب تضافر الجهود عربياً ودولياً بين الحصار والانفراج.. هل تفتح المصارف السورية أبواب العالم؟ ترامب يفكك برنامج العقوبات من أجل سوريا مستقرة قرار رفع العقوبات.. خبراء لـ"الثورة": يعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة وزير المالية: رفع العقوبات انطلاقة اقتصادية واستثمارية جديدة سوريا تصنع المستقبل.. نظام استثماري جديد يعيد رسم خريطة الصناعة ويطلق العنان لرؤوس الأموال روبيو: واشنطن تتخذ خطوات إضافية لدعم سوريا موحدة