ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
ما يسمى (قيصر) ليس قانوناً كما تروج له الولايات المتحدة الأميركية، ولا يمت للقوانين الإنسانية والدولية بصلة، بل هو حلقة جديدة من عدوان أميركا الموصوف على الشعب السوري، العدوان الذي حشدت له كل أدواتها وحلفاءها ومرتزقتها على مدى السنوات التسع الماضية واستمرت بحلقاته مع منظومتها العدوانية إلى يومنا.
فقد ارتكبت أميركا على امتداد الحرب العدوانية على سورية جرائم إبادة، ودمرت مدناً بأكملها بذريعة مكافحة الإرهاب، والرقة خير شاهد على جرائمها تلك، وفعلت مع أدواتها وإرهابييها كل ما فعلت من جرائم بحق السوريين عبر تدمير قراهم ومدنهم وسرقة نفطهم وثرواتهم وحرق محاصيلهم الزراعية لتجويعهم وتهجيرهم، عبر أذرعها الإرهابية تارة وغزوها المباشر للأراضي السورية تارة أخرى.
واليوم تستمر بمسلسل إرهابها عبر (قيصر)، الذي يعد عدواناً همجياً يستهدف معيشة المواطنين السوريين وخبزهم وقمحهم وعملتهم الوطنية واقتصادهم ومؤسساتهم ودولتهم، ومن الواضح أن إدارة ترامب العدوانية أقرته بعد أن أفلست في تحقيق أهدافها بالهيمنة على سورية من خلال نشر الفوضى الهدامة عبر تنظيماتها المتطرفة واحتلالها المباشر للأراضي ودعمها الكبير للإرهابيين، وبعد أن أخفقت في تطويع الشعب والدولة السورية لإرادتها الاستعمارية.
ورغم أن ما يسمى (قيصر) يمثل خرقاً فظاً لكل القوانين والقيم الإنسانية والأخلاقية الدولية، وانتقدته دول العالم المحبة للسلام، ورغم أن حكومات العالم طالبت واشنطن بالتوقف عن تجاوزها لكل هذه القوانين والأعراف الدولية، إلا أن ترامب وزمرته من المحافظين الجدد وأصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في إدارته أصروا على إدارة ظهورهم لكل المطالب الدولية من مؤسسات وحكومات وشعوب، والمضي بسياساتهم الإجرامية بحق الشعب السوري.
لكن رغم كل هذا العدوان الموصوف والمبرمج لتجويع السوريين فإنهم سيتصدون لهذا الإرهاب الاقتصادي الأميركي، ومثلما حافظوا على سيادة بلدهم ووحدتها أرضاً وشعباً، ودحروا الإرهاب على مدى السنوات الماضية، فإنهم سيتجاوزون هذا (القانون) المزعوم، ولديهم من الإرادة والتصميم والخبرة ما يكفي لأكثر من ذلك.