يتوجه مئات الآلاف من أبنائنا التلاميذ والطلبة يوم غدٍ الأحد لتقديم امتحاناتهم النهائية للشهادة العامة وشهادة التعليم الأساسي، في ظل ظروف قد تزيد من مستوى توترهم وقلقهم ومسؤولياتهم، الأمر الذي يجعل من هذه الامتحانات تحدياً جديداً ليس لهم وحدهم فحسب، بل للوطن بأكمله.
الملاحظ أن الظروف المعيشية الصعبة والتي ضاعفت من آثارها العقوبات الأميركية الجائرة بحق شعبنا العظيم، قد أرخت بظلالها السوداء علينا جميعاً، وهو الأمر الذي خلق حالة من التوتر والاضطراب داخل الأسرة انعكس سلباً على العديد من أبنائنا التلاميذ والطلبة، لاسيما طلاب الشهادة العامة، وهذا ما يستوجب ويفرض إجراءات وجهوداً استثنائية من قبل الجميع، الأهل والمراقبون وكافة الجهات التربوية المعنية بهذا الأمر، بما يحقق ويساهم في تبديد مشاعر الخوف والقلق واستبدالها بمشاعر الهدوء والطمأنينة والراحة التي يستطيع معها الطالب تقديم امتحاناته، واستكمال استعداداته الامتحانية من فهم وحفظ وتسميع لما تبقى من المواد.
الآباء والأمهات المعني الأول بهذا الأمر من خلال اتباع سياسة الهدوء والاحتواء مع أبنائهم خلال فترة الامتحانات، وتجنب الحديث المستمر عن الأوضاع والظروف الصعبة، والابتعاد عن الخلافات والمشاحنات والصراعات الأسرية التي من شأنها أن تلف عموم أفراد الأسرة بالأجواء والطاقات السلبية.
الأسرة التربوية كذلك يقع عليها الكثير من المسؤوليات التي من شأنها تبديد مشاعر الخوف والإحباط التي تعتري بعض التلاميذ والطلبة، من خلال التهيئة والتحضير الجيد لكل ما من شأنه إنجاح العملية الامتحانية، وكذلك ابتعاد مراقبي الامتحان عن التشنج والعصبية وعدم الخروج عن دورهم الحقيقي في هذا الشأن، كما يفعل بعضهم عندما يفرض نفسه كابوساً في قاعة الامتحان!.
الامتحانات النهائية هي اختبار وتحد جديد لهذا الوطن، الذي تعوَّد أبناؤه المضي قدماً بطريق النجاحات والانتصارات، متغلبين على كل الصعاب والتحديات مهما كانت كبيرة وخطيرة ومؤلمة، وهذه رسالة لأعداء الشعب السوري بأننا بإصرارنا على الحياة والحق أصلب وأقوى من كل إرهابهم وحصارهم وتجويعهم.
عين المجتمع- فردوس دياب